متى تكسر الأمة أغلال الصمت ؟؟
جفرا نيوز - بقلم رشيد حسن
صورتان متقابلتان تحكمان المشهد العربي- الفلسطيني.. مشهد الصراع الفلسطيني- الصهيوني وهما..
اولا: ارتفاع وتيرة المقاومة المسلحة في فلسطين .. وانتشارها في كل الجغرافيا الفلسطينية من البحر الى النهر .. ومن راس الناقورة الى رفح، وتطور هذه المقاومة: نوعا وكما .. حتى اصبحت صاحبة الكلمة العليا واليد العليا في فلسطين .. وحرمت العدو من المبادرة .. ودفعت العدو الى لجة الارتباك ، وفقدان السيطرة ، واللجوء الى ردة فعل العاجزين.
المقاومة يا سادة اصبحت هي حقيقة الحقائق في أرضنا المحتلة.. وهي الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.. أو تجاهله.أو القفز من فوقه.
والمقاومة أصبحت هي الجامع المانع لشعبنا العظيم، وقد أنهت الانقسام المدمر إلى غير رجعة.. ودفنت عار أوسلو تحت اٌقدام مقاتليها الأبطال، وأكدت أن لغة الرصاص هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو... وهي التي تجمع كل فلسطين: شعبها ، وأرضها، وسهلها ، وجبالها، وهضابها، بحرها ونهرها وغورها وصحراءها.. ولا مكان لمهادنة العدو.. ولا مكان للعيش مع الأفعى الصهيوينة ولا مكان للمستوطنين والمستوطنات، فمكانهم الطبيعي هو جيف نتنة تطفو فوق البحر أو تدفن تحت التراب.
المقاومة انتصرت .. نعم انتصرت.. نعم انتصرت وها هي تحكم قبضتها على كل فلسطين ، فلسطين الداخل .. والضفة وغزة، وتحكم على العدو الهروب إلى الملاجىء في المستعمرات وعدم الخروج منها إلا بحماية جيش مجوقل.. وحرمت مجانين اليهود من استباحة المدن والمخيمات والقرى.. بعد أن حرقت أصابعهم وأجسادهم وأذاقتهم طعم الموت في حوارة وجنين وعرابة، ونابلس ومخيمات عقبة جبر وبلاطة والدهيشة والمسافر والأغوار وهاهي تمضي على درب الجلجلة تكتب سفر الخلود.. سفر الانتصار بدم الشهداء الأبرار الذين انتقلوا للرفيق الأعلى وما بدلوا تبديلا.
الثانية: هي حالة الانكسار العربي... هي حالة الشارع العربي الذي يكتفي فقط بالحكي واجترار الكلام ولا يرقى لمستوى الفعل النضالي الذي يليق بدماء الشهداء والمرابطين وحرمة الأقصى والقدس قولا وفعلا، ويشكل دعما حقيقيا وإسنادا ومشاركة لثوار فلسطين وهم يخوضون معركة الأمة كلها من جاكارتا لطنجة: يدافعون عن أولى القبليتن وثالث الحرمين وقدس القداس.. لتبقى طاهرة لا يدنسها أحفاد القردة والخنازير، احفاد يهود بني قريضة والنضير ويهدو خيبر.
نتذكر ونتساءل؟؟.
كيف تبدل الحال وكيف انتقلت جماهير الأمة من حالة الفوران والعنفوان الثوري والتأييد المطلق لثورة الجزائر التي دخلت كل بيت واصبحت جزءا من الطابور الصباحي في كل مدارس الوطن.. إلى حالة الارتهان للعجز المطلق والاكتفاء بالجلوس أمام الفضائيات ومشاهدة جرائم العدو وقتلهم الأطفال، لا يتحرك دمهم ولا تثور احاسيسهم وهم يشاهدون سكين شيلكوك تجز رقاب أطفال فلسطين من الوريد إلى الوريد.
ستنتصر ثورة فلسطين رغماً عن أنف الصهاينة ومن لف لفهم.. وسينتصر شعب فلسطين وسيطرد اليهود من أرض الرسالات كما طرد إبليس من الجنة، وحينها سيبكي العربي الحر كثيراً لأنه حرم من المشاركة في تحرير فلسطين وحرم من المشاركة في كنس يهود خيبر من أرض الرسالات والرسل.
المجد لشعب المعجزات والعار والشنار للمتخاذلين.