عن وسائل التناحر الاجتماعي مرة أخرى

جفرا نيوز- كتب:  بلال حسن التل

رغم كثرة التحذيرات من خطورة سؤ استعمالها، فما زالت وسائل التواصل الاجتماعي تعمل نخرا  بمجتمعنا، خاصة وانها أخرجت اسؤ مافيه ، فاذا شرائح واسعة منه يصدق عليها وصف "مجتمع الكراهية" ، وهو مجتمع يسئ الظن بكل شيئ،وسؤ الظن هو صفة من صفات النفسيات المريضة. 
  مايجري في بلدنا انه لا يكاد مسؤول يدلي بتصريح، اويعلن عن مبادرة او مشروع، الا وتضج وسائل التواصل بالأسئلة التي لاتكتفي باثارة الشكوك، بل تتعدى ذلك إلى الاتهام والشتم،الذي يدل على قلة أدب و انعدام الذوق الاجتماعي وعلى تنمر على الآخر. 
    ويزيد من خطورة هذه الممارسات على وسائل التواصل ان اصحابها ، لايكتفون بممارستها بحق المسؤولين الحكوميين الشتم،بل يتعداها إلى المجتمعين الخاص والاهلي، حيث تتهم مؤسساتهما والعاملين بها، بانهم يبحثون عن الاضواء والمكاسب، او انهم "مستزلمون" لغيرهم، أو "انهم يهزون ذنب" لذا يظن المرء، وهو يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، ان ليس في بلدنا نظيف او مخلص، وهذا امر في غاية الخطورة، لأنه يهز الثقة بين الناس كما يهز الثقة بالمؤسسات العامة، الحكومي منها والاهلي والخاص، كما إنه يزرع الشحناء والبغضاء  بين الناس، مما يجعل من هذه الوسائل وسائل للتناحر لا للتواصل.
 وارتباطا بسؤ الظن، فقد ابرزت وسائل التناحر صفة سيئه أخرى من صفات مجتمع الكراهية، هي صفة الغيرة السلبية والحسد القاتل، وهما صفتان يعج بهما الكثير مما ينشر على وسائل التواصل في بلدنا،بكل ما في هاتين الصفتين من مخاطر على التماسك الاجتماعي، وآمن المجتمع .
      الصفة الأخطر التي أبرزتها وسائل التواصل، هي صفة الجهل المستشري بمجتمع الكراهية، حيث نجم عن هذة الصفة سيادة عقلية القطيع، التي تعطل العقل وتغيب القدرة على الفحص والتمحيص، مما يجعل من يبتلى بهذه العلل ينساق وراء مايسمع اويقرأ دون ان   يدقق بهما، كما يظل أسير الأحكام الجاهزة فيصير من جنود الباطل ومروجي الاشاعات.
والجهل يجعل صاحبه يخلط بين المفاهيم مما ينجم عنه خلط بين القضايا، فتحدثه عن التعليم فيحدثك عن أسعار الخضار على سبيل المثال، وهو خلط يدل على قلة الفهم، وضحالة الثقافة، فليت هؤلاء يتعاملون مع وسائل التواصل على أنها مصادر معرفة، لا منابر لنشر جهلهم من خلالها.