العرموطي دخل بصومعة الإعتكاف في الزمن الصعب



جفرا – د. محمد أبو بكر
قبل أكثر من أربعة عقود ؛ كانت بداياتي الأولى في الحياة الجامعية من خلال جامعة اليرموك ، والتي كان رئيسا لها الدكتور عدنان بدران ، الذي جاء لتولّي رئاستها قادما من عمادة كلية العلوم في الجامعة الأردنية .
في بدايات ثمانينيات القرن الماضي ، عاد إلى أرض الوطن الدكتور مازن محمد نزال العرموطي حاملا شهادة الدكتوراة في الصحافة والإعلام ، وكان أول شخص يحمل تلك الشهادة في تاريخ الأردن ، حيث بدأت رحلته في الجامعة منذ عودته ، حيث قام بإنشاء قسم الصحافة والإعلام ، وهو أوّل قسم يجري إنشاؤه على مستوى الجامعات الأردنية .
اشتمل القسم على ثلاثة تخصصات ؛ إذاعة وتلفزيون ، علاقات عامة   وصحافة ، ثمّ أنشأ الدكتور العرموطي صحيفة اليرموك ، والتي ذاع صيتها في ذلك الوقت ، وكانت المجال الرحب للطلبة للكتابة فيها ، فمثّلت أنموذجا عمليا رائعا سواء للطلاب أو حتى أساتذة الجامعة .
وكانت القفزة الكبرى باتجاه تأسيس مهرجان جرش ، حيث يعود الفضل في ذلك للدكتور مازن العرموطي ولطلبة الصحافة والإعلام وغيرهم من الطلبة الذين شاركوا في التحضير والتجهيز والإشراف ، حيث كانت جامعة اليرموك سبّاقة في ذلك ، حيث أدار الدكتور مازن المهرجان لمدّة عامين .
هي لحظة ما ؛ حيث دار في خلدي سيرة الدكتور مازن نجل المرحوم وطيّب الذكر محمد نزال العرموطي ، فأعادتني الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل ، حين كنّا طلابا في جامعة اليرموك ، وهنا يجدر القول بأن العديد من عمالقة الصحافة والإعلام قد تخرّجوا على يديّ الدكتور العرموطي ، ومنهم من تولّى مناصب إعلامية رفيعة ، والعديد منهم يعملون في وسائل إعلام عالمية اليوم .
مازن العرموطي ؛ شخصية وطنية بامتياز ، وجد أن الإعتكاف هو خير صديق في زمن النكران والضيق !