صحفي أردني يروي قصته مع سلة المهملات
جفرا نيوز - كتب - غازي المرايات
ذات يومٍ حافل بالنشاط، والمعنوية العالية، وخلال مشواري الصحفي، في مهنة المتاعب، الشيقة والممتعة، وأثناء تواجدي في إحدى مؤسسات الدولة، بحثاً عن "خبطات" صحفية، لصحيفتي "الرأي" الغرّاء، بحكم طبيعة عملي، كانت سلة المهملات، هدفي المنشود، عندما ألقيت فيها أمام عينيَّ أوراق ممزقة تحمل معلومات غاية بالأهمية.
كان ذلك في صباح أحد الأيام، المكان يعجُّ بمندوبي الصحف والمواقع الإلكترونية، ومراسلي محطات تلفزيونية مختلفة، بحثاً عن تفاصيل دقيقة، لحدث أتحفظ عن ذِكره هنا، سبق ونشرت عنه معلومات عامة في صحيفة "الرأي"، ما أدى، إلى قدوم مندوبي ومراسلي وسائل الإعلام المختلفة، إلى تلك المؤسسة، للحصول على المزيد من التفاصيل.
الدقائق تمضي في المكان، والكل يبحث بلهفة وشغف، عن التفاصيل الدقيقة لذلك الحدث، من مصدر رسمي، في تلك المؤسسة، للحصول على سبقٍ صحفي، إلا أن الإجابة، جاءت من المصدر الرسمي، مخيبة للآمال، لكل الصحفيين المتواجدين بالمكان، بمن فيهم أنا، فقد راج في أروقة المؤسسة، بأن هناك قراراً يقضي بمنع النشر في ذلك الحدث.
بعد أن راج قرار منع النشر، في أروقة المكان، بدأ بعض الصحفيين، بالمغادرة والانسحاب، دون أن يحصلوا على التفاصيل التي أتوا من أجلها، أنا هنا إزدتُّ تشبثاً بالموقع، وبقي أيضاً بعض زملائي بالمهنة، لعلَّ وعسى، بأن نحصل على قليل من التفاصيل، فأنا لا أحب أن أعود خالي الوفاض، إلى معشوقتي "الرأي".
هنا، بدأت المنافسة، فيمن تبقى من صحفيين، للحصول على أي شيء، من تفاصيل ذلك الحدث المهم، أبو تركي، وأعني أنا، بدأت أصول وأجول في ذلك المكان، مراقباً كل التحركات، كما يترصد الأسد لفريسته، إلى أن وقعت عيناي على أحد العاملين في تلك المؤسسة، يُمزق عدة أورقاً كانت بيده، وهي التي تحمل في طياتها، التفاصيل الدقيقة للحدث، وفق مراقبتي الدقيقة للمشهد العام في المكان، ويرميها في سلة المهملات.
قضي الأمر، الفريسة أمام عيني، وهي سلة المهملات، وما تحويه من معلومات غاية في الأهمية، بقي أن أنتظر الفرصة الدقيقة والمناسبة، للإنقضاض عليها دون أن ألفت الأنظار إليّ ممن هم حولي، مرّت الدقائق وكأنها ساعات، وأنا أنتظر الفرصة المناسبة، من شدة شوقي ولهفتي، للحصول على ما تحويه تلك السلة.
الهدف مرصود، وأبو تركي جاهز، بخطى ثابتة، تمتلكها الجرأة والشجاعة والقوة، توجت إلى سلة المهملات، بحجة أنني أريد أن أرمي فيها ورقة فاين، وفتحت راحة يدي بوسعها، وأغلقتها داخل السلة، لتحمل كلَّ ما هو موجود فيها، ثم وضعت ما حملت يدي في جيبي، وغادرت المكان، عائداً إلى "الرأي".
لدى خروجي من المكان، ووصولي إلى مركبتي، تأكدت بنظرة سريعة وعميقة، بأن الأروراق الممزقة التي بحوزتي، تحمل المعلومات التي أريدها، والتي جئت من أجلها، هنا، شعرت بأنني حققت نصراً عظيماً، لماذا؟ لأني أحب أن آتي بأخبار، لا يستطيع غيري من زملائي الحصول عليها، لكي تنفرد معشوقتي "الرأي" بنشر كل ما هو مميز، وعند وصولي إلى مبنى صحيفتي "الرأي"، إلتقيت بمسؤولي المباشر آنذاك، الزميل حاتم العبادي، وأخبرته بما جرى، وهو من عاونني على تجميع الأوراق الممزقة، لنخرج بالنهاية بتفاصيل كاملة ودقيقة، كانت غاية بالأهمية، وللقصة بقية.