تَطرف مُتصاعد



 
جفرا نيوز - كتب  د. عبدالحكيم القرالة

لا يزال المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف في مرمى المخططات المتطرفة والخبيثة لسلطات دولة الاحتلال التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني والزماني المكاني للمدينة المقدسة في إطار تهويدها غير آبهين بالشرعية الدولية وقراراتها.

إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب لا تنفك عن القيام بها في مختلف الأوقات دونما كلل أو ملل، ودون احترام لمشاعر المسلمين والمسيحيين في كافة أصقاع الأرض، وفي مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي وللشرعية الدولية ولجميع اتفاقيات السلام المبرمة.

أي كيان هذا الذي يضرب بعرض الحائط الشرعية الدولية وإرادتها الواضحة والصريحة والمتمثلة بحق الفلسطينيين في أرضهم وحماية مقدساتهم واحترام خصوصياتهم الدينية، وأين المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى العظمى عن سلوكيات مشينة كهذه.

لا يعلم الساسة الاسرائيليون أن هذه الخطوات والتوجهات والاجراءات الخطيرة ستدخل المنطقة في نفق الفوضى والصراعات وسترمي بالأمن والاستقرار في غياهب النسيان وستشعل فتيل أزمة كبيرة ومعقدة، فعليهم التوقف وفورا عن هذه الاجراءات وعدم العودة إليها مرة اخرى.

انتهاكات جسيمة وتنكيل وقتل للابرياء والأطفال والنساء والصحفيين دونما رحمة أو انسانية، لا يردعهم لا قرار دوليا ولا شرعية دولية ولا تنديد أو استنكار فظلوا مستمرين بغاياتهم الخبيثة والتي تكبر يوما بعد يوم، ويزداد معها الخطر.
تطرف فكري وسياسي وعنصري تجاه الاشقاء الفلسطينيين كشف عورة دولة الاحتلال ونوايا ساستها الذين يواصلون الليل بالنهار لانتهاك واغتصاب ابسط حقوق الفلسطينيين ولن يكون آخرها مسودة مشروع قانون تقسيم المسجد الأقصى الذي يحظى بدعم وزراء في حكومة الائتلاف.

المطلوب اليوم أن يتحمل المجتمع الدولي بمختلف شخوصه وفواعله وعلى رأسها الامم المتحدة بكافة اجهزتها مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية واحقيتها في إطار إعادة الحقوق إلى أصحابها فزمن التلكؤ والتغاضي عن الممارسات الاسرائيلية يجب أن يولي بلا رجعة إذا ما أرادوا تجسيد الأمن والسلم الدوليين واقعاً ملموساً.

وهنا لطالما يطالب الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وعلى الدوام وفي كافة المحافل الدولية والإقليمية بضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياته القانونية والاخلاقية تجاه أكبر مظلمة في التاريخ وأطول احتلال شهده العالم، وصولا لإعادة الحق الفلسطيني بأرضه ودولته القابلة للحياة وعاصمتها القدس.

كثيرة هي الانتهاكات التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية يوميا بحق الاشقاء الفلسطينيين مثبتة وفي وضح النهار وعلى مسمع ومرأى المجتمع الدولي لكن لا رادع لهم ما جعلهم يستمرئون العنف والقتل والتنكيل دونما تردد.

وفي هذا كشفت لجنة تحقيق أممية مؤخراً عن حصولها على أدلة تثبت انتهاك سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل يرى كثيرون بأنه يماثل سياسة الفصل العنصري، منوهة بالوقت ذاته إلى أن عدد الذين استشهدوا بنيران القوات الإسرائيلية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ارتفع بنسبة 124 بالمئة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.

ختاما، الغطرسة الاسرائيلية واجراءاتها لعب بالنار والاستمرار بها خطر محدق يطال الجميع، وستقوض عملية السلام برمتها وتدخل المنطقة في نفق العنف،،و فلسطين أحوج ما تكون اليوم واكثر من أي وقت مضى إلى الوقوف الى جانبها وإسنادها في وجه هذا الخطر الداهم، فلنقف كتفا بكتف ويدا بيد مع الاشقاء حتى تعاد الحقوق إلى أصحابها