(بيع الجمل يا علي) ..و مشاريع الخصخصة وسميرة توفيق !

جفرا نيوز –  د. محمد أبو بكر

بيع القطاع العام والشركات الحكومية الناجحة بات نهجا لدى العديد من الحكومات العربية ، من خلال ما يسمّى ( عمليات الخصخصة ) ، بحيث يتولّى القطاع الخاص مسؤولية هذه القطاعات والشركات بعد القيام بشرائها ، وفي كثير من الحالات توجد شبهات فساد خطيرة وعمليات التفافية وهدر أموال .

وعلى سبيل الدعابة والنكتة ، دعونا نعود إلى أغنية أدّتها المطربة الكبيرة سميرة توفيق ، والتي كنّا نعتقد قبل عقود بأنها أردنية الجنسية ، نظرا لأنها أبدعت في الغناء الأردني ، حتى فوجئنا بأنها لبنانية ، وندعو لها بالصحة وطول العمر .

الأغنية هي ( بيع الجمل يا علي ) وكانت من أشهر أغنياتها ، ويمكن اعتبارها بداية عملية الخصخصة في العالم العربي ، فالحبيبة من خلال كلمات الأغنية تطلب من حبيبها المتيّم العاشق بأن يبيع الجمل .. بيع الجمل ياعلي واشتري مهر إلي ! هكذا تقول كلمات القسم الأوّل ، وبما أنّ علي اشتدّ به الهيام فكّر فعلا ببيع الجمل !

استغّلت الحبيبة عشق الحبيب ، فخاطبته بالقول ..( كرمي لوّح واستوى ، والعنب طعمه حلي ) ، وهنا لم يبق في رأس الحبيب عقل ، فأسرع فعلا في بيع الجمل ، والذي هو مصدر دخله الرئيس ، وتمادت الحبيبة واتّبعت استراتيجية الإغواء تجاه الحبيب علي ، الذي شعر بأنه يجب عليه فعل أي شيء تجاه الفوز بقلب الحبيبة .

لم تتوقف الحبيبة في استخدام كل أساليب الإغواء والإغراء ، حيث طالبته في القسم الثاني من الأغنية بالتالي ..( ياعلي بيع الجمل ، بيع النعجة والحمل ، أنا ما عندي أمل إلّا حبّك ياعلي ) ، ووجد علي نفسه في حيص بيص ، ولكن من أجل هذا الحب قام ببيع النعجة والحمل .. معلش أخوي علي !

وأبلغته بعد ذلك عن شدّة طمع والدها قائلة .. ( ياعلي أبويا طمّيع ، شو عندك يا حبيبي بيع ، لا تضيّعني أنا راح ضيع واشتريني ياعلي ).. الله أكبر ، علي طار عقله ، فباع كل ما يملك في سبيل الحبيبة ، لم يبق عند علي شيئا يمكن أن يبيعه ، فالحبيبة هنا استولت على كل ما يملك السيد علي ( الأهبل ) الذي صدّق بأنّ الفتاة تحبّه فعلا ، ولكن في لحظة أيقن علي بأنه تعرّض لخديعة كبرى ، وأكل الخازوق !

الفتاة الحبيبة هنا تمثّل الحكومات التي باعت مقدّرات الشعوب بأثمان بخسة ، أمّا علي ، فهو يمثّل هذه الشعوب التي تزداد غباء وبلاهة يوما بعد آخر ، وما زال علي يحلم بأن يعود إليه شيء مما باعه لأجل عيون الحبيبة ، ولكن سيبقى علي يجرّ خلفه الخيبة وراء الخيبة .

بتصرّف .. عن منشور فيسبوك !