الأردنيون بين الشك والاستهداف
جفرا نيوز - بقلم د. مهند مبيضين
يحب الناس في الأردن إثارة الشكوك حول ما يشاهدونه وما يتابعونه، وما يخطط به من قبل الحكومات لحياتهم، والكثير منهم يعتقدون أنهم مستهدفون، وأنهم مراقبون وأن هناك قوى خارجية تستهدف كيانهم الوطني وهذا أمر مرتبط بعدم ثقتهم بالغرب الاستعماري وأحيانًا تراجع الأمل عندهم، وهم في سلوكهم يثيرون الغرابة فلديهم اصرار كبير على البقاء في عالم الماضي والتاريخ.
الأردني كفرد مسكون بالشك والريبة بنظر البعض، ويرى قسم كبير منّا أن أي شيء يحدث يحتاج للتأكد من سلامته ومن خلوه من الفساد وبعده عن الحسابات الضيقة، أو حسابات المحاصصة. وأن كل شيء يمكن تحقيقه بالواسطة، هذا ما يحدث في مواجهة القرارات والمشاريع التى يراها الناس، وكذلك الاجراءات التى تقوم بها الحكومة. وكذلك في رغبة بعضنا تحقيق ما يريد كما يحب.
الأردني يعتقد أن بلده مستهدف وأن ثمة مؤامرات تريد النيل منه، وأن هناك قوى خارجية تريد الهيمنة على مكانته، وهو كذلك - أي الأردن - في محطات من تاريخه المعاصر فقد واجه الأردن تحديات جمة وصعابا كثيرة ومحاولات اضرار بدوره ومكانته.
الأردني يخاف على وطنه، وله حق في ذلك فهو يخشى كل من يأتي الى المشهد العام ليتحكم في مصائر الناس دون تجربة أو خبرة، او يكون منقطع المنبت، وهو حين ينظر إلى عدم الاستقرار في البلدان المجاورة وما يحدث بها نجده يغار على بلده، ويخشى عليه من الشر والأشرار والصهيونية، والاردنيون من اكثر الشعوب تفاعلا مع قضايا امتهم العربية والاسلامية.
الأردنيون كرام ونبلاء، إن نزل بهم ضيف يكرمونه بأكثر مما يستطيعون، وذلك أجمل الكرم وأبلغه قيمة وأعلاه منزله.
لقد استُهدف الأردنيون والأردن في استقرار بلدهم أكثر من مرة، ولقد مرّ الأردن بكفاءة من كل أزماته، وكان بوابة الاستقرار في المنطقة، وهو كذلك في نظر الغرب وقد كان دومًا نموذجًا في العقلانية والحكمة وفي ادارة الندرة وفي الاحتكام للقيم العُليا في السياسة والأخلاق.
مخاوف الأردنيين مشروعة على وطنهم، لكن الشك والريبة أمور مبالغ بها، عند البعض. ويجب أن نتجاوزها لصالح الثقة بالدولة وعناصر قوتها ووعي قيادتها وحسن تدبيرها في ادارة موارد الدولة ولبناء الأردن الجديد لعبور أزمات الاقليم للاستثمار في بناء الانسان.
وعلى الأردنيين ان يتفهموا الاجراءات المتخذة من الحكومة ومؤسساتها ببعد نظر وبتغليب المصلحة العامة. وبتقدير عالي المستوى للاولويات واستغلال الفرص التي يتيحها جلالة الملك والحكومة نحو الاصلاح والانجاز.
ويجب أن ننظر بتفاؤل لا بسوداوية وذلك بتعظيم المنجزات والالتفاف حول كل الخير المتبقي وتنميته.