أنثى تحمل بدون ذكر.. وعلماء يفسرون الظاهرة

وثق العلماء أول حالة معروفة على الإطلاق لتمساح يضع بيضًا بدون رفيق ذكر، وهي استراتيجية تكاثر نادرة.

وعلى مدى العقدين الماضيين، وثق علماء الحيوان بشكل متزايد استراتيجية تكاثر الفقاريات النادرة جدًا للتكاثر العذري الاختياري (FP)، إذ تضع الإناث البيض أو تلد نسلها دون تزاوج.

وذكر موقع independent أنه حتى الآن ثبت أن مجموعة كبيرة من الكائنات الحية، بما في ذلك الطيور والزواحف مثل السحالي والثعابين وكذلك بعض الأسماك كأسماك القرش، تتكاثر في هذا الوضع الغريب.

وأثار البحث عن مثل هذه الاستراتيجية الإنجابية النادرة في أنواع التمساح اهتمام العلماء بشكل خاص، لأن هذه الكائنات تفتقر إلى الكروموسومات الجنسية، ويتم التحكم في تحديد جنسها من خلال درجة الحرارة التي ينمو فيها البيض ويفقس.

في الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة Biology Letters، وثق الباحثون أول دليل على التكاثر العذري الاختياري في التمساح الأمريكي Crocodylus acutus.

يستند البحث الأخير إلى ملاحظة عام 2018 لأنثى تمساح أمريكي وحيدة محتجزة في الأسر لمدة 16 عامًا، والتي وضعت مجموعة من البيض، احتوت إحداها على جنين واضح.

وهذا الاكتشاف، وفقًا للباحثين، هو "أول توثيق" لهذا النمط النادر جدًا من التكاثر في أنواع التماسيح.

بعد التحليل الجيني، أكد العلماء أن التمساح الأم وضعت البيض دون أي مدخلات من الذكر، وهي العملية المعروفة باسم "الولادة العذراء".

في حين أن البيض لم يفقس، أثار هذا الاكتشاف اهتمام علماء الأحياء لأنه يشير إلى وجود أصل تطوري مشترك لاستراتيجية التكاثر النادرة عبر الزواحف والتماسيح والطيور.

وتثير النتائج أيضًا احتمال أن تكون أقارب التماسيح والطيور المنقرضة مثل الديناصورات والتيروصورات قد امتلكت أيضًا هذه الاستراتيجية الإنجابية النادرة.

كتب العلماء في الدراسة: "يقدم هذا الدليل الجديد رؤى مثيرة للقدرات الإنجابية المحتملة لأقارب الأركوصورات المنقرضة للتماسيح، لا سيما البتروصورات والديناصورات".