سفير أردني وقيادي بعثي وإعلامي مصري في جلسة عصف ذهني حول الملف السوري!

الهلال نيوز - محرر الشؤون المحلية

كل عام وانتم بخير , ونحن نودع العيد السعيد الذي تضمنت امسياته لقاءات متنوعة , ولو ان بعضها حمل الطابع السياسي خلال مناسبات اجتماعية بحتة.

وقد كان اللافت هنا , ان تتضمن احدى المناسبات وجود احد اعرق سفراء الوزارة الخارجية الاردنية المتقاعدين , بالاضافة الى قيادي اردني بارز في حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا واعلامي مصري مختص بالشؤون العربية والدولية يتواجد في الاردن حاليا بزيارة خاصة.

الحديث الهادئ كان متمحورا حول الملف السوري وما يرافقه من تداعيات وانعكاسات الوضع هناك على الدول المحيطة بسوريا وخاصة الاردن حيث قال السفير الاسبق : كان علينا في الاردن تحديدا ان نتذكر بوفاء موقف تاريخي للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي كان قائدا لسلاح الجو السوري في السبعينات من القرن الماضي والذي رفض قصف شمال الارن انذاك , واضاف السفير قائلا : .. بل ان حافظ الاسد قام بانقلابه في سوريا حماية للاردن من اطماع النظام الاسبق في سوريا , مشيرا ان الاردن كان ولمدة سنة وستة اشهر يعمل بحكمة وعقلانية في التعامل مع الازمة السورية الا انه و"للاسف" والحديث هنا للسفير الاردني , انه منذ عشرة ايام تقريبا شاب الموقف الاردني شيء من التغيير تجاه سوريا وهذا باعتقادي لا يخدم المصالح الاردنية على الاطلاق مؤكدا ان ابرز الاضرار على الاردن ستكون اقتصادية خاصة وان صادرات الاردن الى سوريا تبلغ نحو (400) مليون دولار.

وبين السفير : ان النظام في سوريا قوي ومتماسك .. فهو ليس تونس او ليبيا .. ولا هو اليمن .. لأن الحسابات هناك مختلفة تماما لاكثر من اعتبار جوهري داخلي وخارجي مثل الموقف الروسي بهذا الشأن.

وختم السفير حديثه الهادئ بالقول : كانت السياسة الاردنية على الدوام عنوانها الاعتدال وعدم التدخل في شؤون دول اخرى على الاطلاق مؤكدا ان مصلحة الاردن تفرض ان يقف على مسافة محايدة , لأن الازمة هناك شأن داخلي وأن لا ينساق الاردن خلف اطماع دول نفطية بعينها.

في غضون ذلك قال الاعلامي المصري : لا شك ان الدولة السورية تقدر تماما حجم الضغوطات الدولية والخليجية على الاردن التي تستثمر ورقة الاوضاع الاقتصادية الصعبة في الاردن , حيث تلجأ تلك الدول لما يسمى بـ "الابتزاز السياسي" لجر الاردن للقيام بأعمال لم تعتاد القيام بها من قبل , مثل السماح بتهريب السلاح الى سوريا عبر الحدود الاردنية ودعم المعارضة هناك وهذا الذي لم يقم به الاردن حتى الان!

واضاف الاعلامي المصري : مثلا سوريا تقدر الضغط على الاردن للدرجة التي جعلته ولأول مرة في تاريخه السياسي ان يسمح للاجئ سياسي (عماد حجاب) رئيس الوزراء المنشق بإقامة مؤتمر صحفي وان يضع خلفه بالفندق الاردني علم مغاير لعلم الدولة السورية القائمة حتى الان , مشيرا ان سوريا ستتسامح مع هذا الانتهاك الدبلوماسي وهي تقدر الضغوطات على الاردن , لكن الاردن عليه ان يتوقف عند هذا الحد خدمة لمصالحه مع دولة قائمة نظاما وجيشا ومرافق ومؤسسات دون الالتفات الى حجم الانشقاقات التي وصفها بالهشة وما يرافقها من بهرجة وتهويل اعلامي خليجي يعمل بلا مهنية على الاطلاق!

وخلص الاعلامي المصري الى القول ان مصر الثورة تنأى بنفسها عن الملف السوري فلم يخرج أي مسؤول مصري بمن فيهم الرئيس المنتخب محمد مرسي بأي تصريح حول ما يجري في سوريا.

اما القيادي الاردني البارز في حزب البعث العربي الاشتراكي فقد تكلم بايجاز واختصار قائلا : اولا .. وللتوضيح فإن الانشقاق بمفهومه العسكري الصحيح هو انشقاق كتيبة كاملة او لواء كامل من الجيش .. وليس جنود وضباط مهما كان موقع خدمته .. فهذا ليس انشقاق انما "فرار" من الخدمة , ولن يؤثر فرارهم على عمل أي جيش.

وبين القيادي البعثي : فخطأ الاردن الرسمي إن تدخل بالازمة السورية لأن النظام كنظام قائم ومترسخ في سوريا .. لأن سقوط "روسيا" هو سقوط "روسيا" بكل مافي الكلمة من معنى.

واضاف : على الاردن ان يعلم ان الحرب القائمة الان في سوريا هي حرب بين الجيش النظاني وعصابات نهب وسرقة وجموعات تكفيرية ارهابية وانه من المعيب على دول نفطية عربية وامريكا ان تحارب تحت راية تنظيم القاعدة!..