حزب البعث وضجيج مفتعل
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
يحق لأي حزب عراقي الاحتجاج أو الاعتراض على حزب عربي من خارج العراق، يمس أمن العراق ويستهدفه، مثلما يحق لأي حزب أردني الاحتجاج والاعتراض على أي فعل أو موقف، يمس أمن الأردن ويستهدفه.
احتجاج حزب عراقي أو أكثر، على ترخيص حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني، احتجاج مردود، وتصنيف يقع في خانة التطاول على غير حق، بدوافع تفتقد مصداقية التوجه والهدف، والافتقار إلى المعلومة، وضجيج مفتعل مقصود.
أولاً حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن وُلد مع بداية الخمسينات، وكان المحطة الأولى بعد ولادته التأسيسية في سوريا على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار، وكان نشيطاً في الحياة السياسية الأردنية، مشاركاً في البرلمان والحكومة والنقابات، وبقي كذلك كباقي الأحزاب الأردنية، حتى نهاية المرحلة الديمقراطية 1957، وبداية مرحلة الأحكام العرفية.
ثانياً إعادة ترخيص الحزب بعد استعادة شعبنا لحقوقه الدستورية المعطلة منذ عام 1957 حتى عام 1989، وإعادة ترخيص الأحزاب السياسية القومية واليسارية، ومن ضمنها حزب البعث مع بداية العام 1992.
ثالثاً تم تصويب وتكييف وضع الحزب وفق شروط قانون الأحزاب الجديد عام 2023.
رابعاً حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب أردني ذو توجهات قومية مدنية، لا صلة له بالعراق أو بغير العراق بشكل مباشر، بل الشيء المؤكد أن له صلة وعلاقة، من باب التضامن والعلاقات الندية مع أحزاب كثيرة في العالم العربي.
خامساً ليس من أهداف الحزب الأردني ولا أي حزب أردني آخر، المساس بأمن العراق، أو العمل على تغيير نظامه السياسي، أو ممارسة أي فعل يستهدف العراق.
لهذا كله لا مبرر لما افتعله أي كان في العراق ضد حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني، ودوافعه مكشوفة، تستهدف توجهات الدولة العراقية في الحفاظ على العلاقات القومية مع الأردن ومصر وغيرهما، بتحريض من أدوات إقليمية تريد من العراق أن يبقى تحت إرادة النفوذ غير العربي، غير القومي، ومحاولات تعطيل الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بيننا وبين العراق، وهي اتفاقات تقوم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وليست حسنة أو منة من طرف لطرف.
أصحاب الاحتجاج المفتعل دوافعهم غير نظيفة المقصد، لا يريدون للعراق بتوجهاته الوطنية القومية النظيفة كما هو الشعب العراقي بعربه وكرده، فالعراق سواء كان ملكياً أو جمهورياً، تقدمياً أو رجعياً، كان مع نفسه ومع خياراته وامتداداته القومية السوية الملائمة لمضمونه ومصالحه والحفاظ على تراثه وعلى ما يتمنى أن يصل إليه.
سياسة الأردن المعلنة الواضحة الشفافة، لا يتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، بنفس القيمة التي لا يسمح لأي طرف أن يتدخل بشؤونه وخياراته الداخلية وعلاقاته القومية والدولية، وهذا ينطبق على حزب البعث العربي الاشتراكي وسائر الأحزاب الأردنية.