عودة سوريا إلى الجامعة العربية والمصالح الأردنية
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
بعودة سوريا الى جامعة الدولة العربية التي كان للجهود والدبلوماسية الأردنية دور كبير، التي كانت تسعى دوما في هذا الأمر، ومنذ بداية الازمة السورية كان موقفنا ثابتا وواحدا في هذا الاتجاه.
ولا بد لنا ان نكمل المشوار والبحث عن مصالحنا خاصة في مجال منع تهريب المخدرات من الأراضي السورية وكبح جماحه .
ونعتقد هنا انه لم يغب عن بال الدبلوماسية الأردنية حيث كان مدار بحث وتأكيد من وزير الخارجية ايمن الصفدي مع نظيره السوري في لقاء عمان الذي عقد مؤخرا ،، وحسب التصريحات والتسريبات فان الصفدي اخذ تأكيدات لوقف هذه الأعمال التي شكلت قلقا لدولتنا خلال السنوات السابقة .
كما ان الأجواء الان اصبحت مهيئة لعودة آمنة للاجئين السوريين الذين يزيد عددهم في الأردن عن مليون لاجئ شكلوا عبئا كبيرا على موارد الدولة في جميع المحاور والاتجاهات سواء على صعيد الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات والبنية التحتية خاصة بعد ان اخلت بعض الدول المانحة بوعودها والتزاماتها للأردن.
اما عن المشاركة في إعمار الدولة السورية الامر الذي نعتقد انه لم يغب عن بال حكومتنا ودبلوماسيتنا وإيجاد مكان لنا في إعادة الاعمار وتجاوز قانون قيصر الذي فرضته الإدارة الامريكية السابقة وما تضمنه من عقوبات وقيود على كل من يتعامل مع النظام السوري خاصة في الموضوع التجاري.
وان نستفيد من ضعف القانون الذي أصبح الان أكثر ضعفا وأقل تأثيرا في ظل انشغال الولايات المتحدة الأمريكية في قضايا كثيرة وعديدة خاصة الحروب الروسية الأوكرانية وحربها الاقتصادية الباردة مع الصين وما تعانيه من تضخم وارتفاع اسعار البترول، كما نعتقد انها تسعى لتفويت الفرصة على روسيا لعدم بسط نفوذها في سوريا والاستفادة من خيراتها وان تظفر بنصيب الأسد من اعادة الاعمار.
فالولايات المتحدة الان لا تتحمل اي تخفيض في إنتاج النفط او شح في الإمدادات خاصة وأنها تقترب من انتخابات رئيسية في نهاية العام القادم.
ففرضها اي عقوبات على كل من سيتعامل مع النظام السوري سيكلفها الكثير لأنها لا تستطيع فرض عقوبات على النفط الخليجي التي تطالب اصلا بزيادته بعد فرض عقوبات على النفط الروسي ناهيك عن التحالفات والمقاربات التي طرأت مؤخرا على الساحة العالمية.
ومن هنا علينا ان نبدأ فورا ودون تردد او تأخير في البحث عن مكان لنا في الاقتصاد السوري والمشاركة بإعادة الإعمار وفتح الحدود للاستيراد والتصدير والاستفادة من الجوار وقرب المسافة التي لا تحتاج الى كلف شحن مرتفعة.
فالتردد والتأخير سيفقدنا الكثير وسيؤخر وصولنا فتكون قد طارت الطيور بأرزاقها.