إلى وزير الصحة..رحلة إلى البحر الميت
جفرا نيوز - كتب - زياد البلوش
بالرغم من أنني إيجابي ، ابحث عن إيجابيات وطني ولكن ما حدث !! يجب ان يدق ناقوس الخطر
برفقت عائلتي ، ذهبنا لأحد فنادق البحر الميت ، كان يوما جميلا حتى منتصف الليل ، زوجتي تشكو الم المخاض
(الولاده )...كيف. ؟ وهي بالشهر السادس ! . استعلامات الفندق استدعو الطبيب والذي أفاد أن الحاله تستدعي مستشفى ، طوارئ ، يجب أن تذهب لأقرب مستشفى ؟.اين....مستشفى الشونه الجنوبيه ، هل تدل الطريق سألني الطبيب...وأفاد أن الطريق موحش...وانت معك اطفال...علينا الاتصال بالدفاع المدني ، والذي حضر .
حملت اطفالي بمركبتي والمسير خلف سيارة الإسعاف....الطريق مظلم....حتى وصلنا مستشفى الشونه بأقل من ساعه . لا احد على باب المستشفى....لا أمن....ولا حتى مرضى.....دخلت مسرعا لطوارئ الولاده....الباب مغلق.....طرقت عدة أبواب ....رجعت إلى المدخل للدفاع المدني.....واخبرتهم أن الباب مغلق...(شو مغلق...طق على الباب)..ثم طرق الباب وفتحت لنا موظفه او ممرضه....سألتها أن لدينا حاله طارئه ...فأين الطبيب او طبيبه......قالت انا بشوف وبقرر أن كانت بدها دكتور بنحكي معه......ليش وين الدكتور؟....ونحن في مكان طوارئ....
ثم قالت انا بفحصها ، ثم أخبرتنا بأن لديها وقت للولاده، ....لم تفحصها ..ولا بأي جهاز طبي...بالرغم من وجود الاجهزه...لم تفحص ضغطها.... اكتفت بالاسئله.....وسألتُ الدفاع المدني إمكانية الذهاب لمستشفى اخر.....فاخبروني أن اختصاصنا هنا فقط.....، لا احد بالمستشفى...لا مرضى...لا طبيب...لا أمن...ولا حارس .
اخذت زوجتي بمركبتي واطفالي ، ومشينا على الخارطه..(اللوكيشن)....إلى مستشفى الجامعة الأردنية.....دخلت بطريق مظلم...مخيف....متعرج ....طلوع حاد....وادي شعيب...انفجر رديتر المركبه....واكملت المسير....لأجد على الأقل ضوء ....بقيت المركبه تمشي حتى دوار خلدا.....توقفت...، تعطل الماتور وذابت الاسلاك.
.أوقفت مركبه عمومي...اسعفت زوجتي....حملت اطفالي النيام....ولاده في الشهر السادس..زوجتي بسلام وأمان....الجنين بالخداج...يحتاج في كل يوم...إلى إجراء...وتدخلات طبيبه....وادويه....يجب أن يوقع عليها الاب الحاله متأخره...في كل مره ندخل الخداج....تتقطع القلوب....وترتجف الأعين...في ليل اليوم الثالث...
تدخُل جراحي...النبض توقف...قال تعالى : " يطاف عليهم ولدان مخلدون " صدق الله العظيم.............اخاطبكم بلسان الجنين الذي فارق الحياه الى رحمه الله تعالى ، محتسبا خوفنا وما حدث معنا محتسبه عند الله ...
ما لنا....الم نتعلم من فاجعة البحر الميت ، !؟....يا قطاعنا الطبي ، الم يأن الأوان أن تتطور...بنفس الإمكانات المتاحه...اين الرقابه....اين الاداره...
المستغرب أن اهالي المنطقه المحيطة بالمستشفى...اين يتعالجون..ليلا.؟!...باب طوارئ مغلق..!!....
بالمقابل تحية اجلال وإكبار لكوادر مستشفى الجامعه الاردنيه..حيث الاداره والطب والحياه...
لقد تحدث جلالة الملك قبل اسبوعين عن القطاع الطبي...وضرورة النهوض بالخدمات....ما تحدث إلا لأن الكيل قد طفح.....يكفي....يكفي بحجم الوطن......في وطني رجال وإمكانات .....انا إيجابي....ولكن ...يكفي .