4 سيناريوهات تكتنف الانتخابات التركيّة اليوم


جفرا نيوز - في حدث هو الأكثر أهمية في تاريخ البلاد الحديث، مع ما قد يصاحبه من تداعيات هائلة داخلياً وخارجياً، يتوجه نحو 64 مليون ناخب تركي اليوم، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بدورتها الثامنة والعشرين بهدف انتخاب رئيس جديد للبلاد، لمدة 5 سنوات واختيار 600 نائب في البرلمان.

في الانتخابات البرلمانية، يتنافس 24 حزباً سياسياً و151 مرشحاً مستقلاً، بينما يتنافس على الرئاسة 3 مرشّحين فقط، هم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم ومرشح تحالف الجمهور، وزعيم حزب الشعب الجمهوري مرشح تحالف الأمة (6 أحزاب معارضة) كمال كليشدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان، ويفوز مَن ينال أكثر من نصف الأصوات، وإلا فهناك جولة ثانية.

الإنجازات والاقتصاد

هشام غوناي الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشؤون التركية تحدث إلى «القبس»، قائلاً: «بالنسبة لحظوظ المعارضة والرئيس فهي متقاربة، لكن من سيحسم النتيجة من الجولة الأولى، قد يكون الطرف الثالث، المرشح المستقل سنان أوغان، إذ سيكون العراك على نيل أصوات المؤيدين له، ومن سيتفق مع سنان سيفوز بالانتخابات، وإلا، فسيتأجل الحسم إلى الجولة الثانية».
وتابع غوناي: «مشاركة النساء مهمة، لكن لن يكون ملف النساء هو الأساسي في هذه الانتخابات. رأينا أن أردوغان يركز على إنجازات قام بها على مدار 20 عاماً، والمعارضة تركز على موضوع الاقتصاد وتردي مستوى المعيشة، لم نجد وعوداً تخص النساء، أو وعوداً خاصة بالشباب. أما بالنسبة للأكراد، فواضح أنهم تحالفوا مع المعارضة، وفي ما يتعلق بالمجنَّسين فبلا شك سيصوتون لأردوغان؛ لأنه منحهم الجنسية التركية».

الأغلب فوز أردوغان

بدوره، ذكر سعيد الحاج، الباحث في الشأن التركي، لـ«القبس»: «للمرة الأولى منذ سنوات، من الصعب توقّع من سيفوز. لدى المعارضة فرصة كبيرة، لكن أغلب الظن أن يفوز أردوغان. معظم التوقعات ألا تحسم الأصوات في الجولة الأولى، بل في الثانية».
وتابع أن «انسحاب المرشح محرم إنجه له تأثير كبير. ظني أن من بقوا مع إنجه قبل أن يعلن انسحابه سيكون لديهم تصويت احتجاجي ضد كليشدار أوغلو؛ لأن الانسحاب يخدمه. ورغم هذا أظن أن الانتخابات تحتاج إلى جولة إعادة لأن فرص المرشحين متساوية».
وأضاف الحاج: «فرصة وحضور أردوغان بين الشباب تحديداً أقل من حضوره وشعبيته في الأوساط الأخرى، لكنها ليست معدومة. أما الصوت الكردي فموزع، لكن دعم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد لكليشدار أوغلو يمثّل دفعاً هائلاً له، وسيرجح الكفة لمصلحته».

تغريدة عبدالخالق

من جانبه، غرّد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله: «قبل 48 ساعة من انتخابات تركيا الحاسمة، يظهر استطلاع للرأي تقدم مرشح المعارضة كمال كليشدار أوغلو بنسبة 49.3 % متقدماً بنسبة 5.6 % على الرئيس أردوغان الذي حصل على 43.7%».
ووفق عبدالله، فإن «نسبة احتمال فوز كليشدار في الجولة الأولى واردة، ومحتملة، وقد لا يحتاج خوض معركة انتخابية في جولة ثانية بتاريخ 28 أيار».

وفي حديثه لـ «القبس»، قال عبدالله إن «في تقديري، الاستطلاع الذي أشرت إليه هو الأكثر مصداقية، وقد يكون الأكثر دقة في توقعات نتيجة انتخابات تركية مصيرية متقاربة جداً. كل الاحتمالات واردة، بما في ذلك احتمال جولة ثانية بين أردوغان وكليشدار، وستكون مفاجأة المفاجآت إذا فاز كليشدار أو أردوغان في الجولة الأولى».
وتابع: «في كل الأحوال فإن دول الخليج العربي تراقب هذه الانتخابات بحرص شديد، وتراهن على استقرار وازدهار تركيا، وليس على مرشح بعينه».

أصوات الخارج

من ناحيته، يرى الصحافي التركي إسماعيل ياشا أن «هناك أرقام التصويت في الخارج التي لا تعكسها استطلاعات الرأي، وقد حصل أردوغان على نسبة كبيرة فيها، ما سيعزز فرصه في الفوز من الجولة الأولى».
وحال عدم حسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى، بسبب الأصوات التي ذهبت إلى المرشح سنان أوغان، يعتقد ياشا أنه «يكاد يستحيل أن تذهب كل تلك الأصوات في الجولة الثانية إلى كليشدار أوغلو».

بدوره، أفاد الكاتب والصحافي التركي حمزة تكين بأن «الرئيس أردوغان قادر على تحقيق الفوز، بناء على ما تثبته الميادين، وهي الحاكم الحقيقي. شهدنا في الحملات أياماً تاريخية، اجتمع فيها ملايين الأتراك الداعمين لأردوغان في الساحات. نحو مليوني تركي في ساحة مطار أتاتورك، وهو حدث انتخابي للمرة الأولى منذ تأسيس الجمهورية عام 1923».

4 سيناريوهات

من جهته، يرى الدكتور علي حسين باكير المستشار السياسي والباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية أن هناك 4 سيناريوهات للانتخابات، هي:

1 – فوز كليشدار أوغلو من الجولة الأولى، وهو السيناريو الأصعب والأقل احتمالية.
2 – فوز أردوغان بعد إعادة ترتيب أوضاعه والانتقال من الدفاع إلى الهجوم في حملته.
3 – فوز أحدهما بالرئاسة والآخر بالغالبية البرلمانية ما يعني الانقسام أو التعايش.
4 – التشكيك بنتائج الانتخابات ما يؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والعنف.