«قمة الرياض».. الأسد حاضر
جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة
من المنتظر أن يتم توجيه الدعوة رسميا للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية الثانية والثلاثين في الرياض المقررة يوم 19/الجاري، لأول مرة منذ نحو اثني عشر عاما.
بالتوافق ..لا بالتصويت، وافق وزراء الخارجية العرب على استئناف وفود الحكومة السورية اعمالها في اجتماعات الجامعة العربية، وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتبارا من 7/الجاري، وإنهاء تعليق عضويتها، بما يعني توجيه الدعوة رسميا لها لحضور القمة العربية بالرياض، في عملية نجحت الأردن ومعها السعودية والعراق ومصر بتمرير قبول التوافق لعودة سوريا دون حدوث خلافات عميقة، بالتزامن مع تزايد عدد الدول العربية التي كسرت العزلة علنا في السنوات الماضية، ولم تعد المقاطعة مجدية.
التوافق العربي جاء أيضا بتشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل شامل للازمة.. بما يعني «خطوة--بخطوة»، تؤكد أن المقاطعة والعودة تمت بنفس الآلية، وما يترتب عليها توجيه الدعوة رسميا خلال أيام للرئيس السوري للمشاركة في قمة الرياض القادمة.
دمشق كانت تحتفي باستقبال الرئيس الإيراني رئيسي، عندما تبلغت باستئناف دورها بالجامعة العربية، وعودتها، ورغم الضغوط الأمريكية، بما يؤشر على افول الدور الأمريكي بالمنطقة، ومما لا يُرى أن حكومة إسرائيل الثالثة تلقت هي الأخرى صفعة قوية لها، ذلك أن رهانها على التطبيع العربي معها فشل، وعلى استمرار القطيعة العربية مع دمشق فشل ايضا، ورهانها الآن على فكفكة تحالفات دمشق مع طهران وموسكو قبيل استكمال عودتها للجامعة العربية فشل أيضا، وهي تتخوف من عودة الأموال العربية لاعمار سوريا، واكتساب النظام السياسي السوري الشرعية الإقليمية والدولية بما يسمح له بالرد على اعتداءاتها الأمنية المتكررة، وفي التفاصيل حاولت عرقلة التوافق العربي عبر رسائل بعثتها للخارجية الأمريكية والبريطانية لتعطيل التوافق العربي لكنها ايضا فشلت في ذلك.
بالتوافق العربي..الكل رابح..دمشق وعمان والرياض والقاهرة وبغداد وو...إلخ، والخاسر إسرائيل الثالثة دون سواها، فهي الآن تقيم الخطوة التالية بعد توجيه الدعوة رسميا لدمشق للمشاركه في قمة الرياض القادمة، والرئيس الأسد سيكون النجم بالمشاركة إلى جانب نظرائه الزعماء العرب، فالرسالة العربية باتت موحدة، في مضامينها السياسية لأوروبا وامريكا، وفي عدم فرض أي شروط على دمشق لفكفكة تحالفاتها الاستراتيجية مع موسكو وطهران، وكلا الامرين انتصار سياسي عربي بعدم الانحياز لأي طرف على حساب الآخر، وأن الهيمنة الغربية تتراجع في المنطقة ومعها يتراجع المد الأمريكي، وينحصر الدور الاسرائيلي المنفلت عقاله في عواصم المنطقة تبجحا وتهديدا. المعلومات من مقر الجامعة العربية أن دمشق والرياض تبادلتا الاتصالات السياسية وأن الدعوة رسميا ستوجه لمشاركة الأسد القمة العربية القادمة في الرياض، فما بعد القمة لن يكون كما قبلها، فالعرب سيكون لهم شأنهم السياسي والاقتصادي والامني بعيدا عن المحاور الدولية، وستعود دمشق لدورها القيادي في جامعة العرب إلى جانب القاهرة وبغداد والرباط والجزائر والرياض.