إلى متى أيها الإسرائيليون ؟! (1)
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
أيها الإسرائيليون أنتم تعرفون أن الحرب المحتدمة المتواصلة، مستعرة منذ نحو قرن، وهي حرب تزداد ضراوة ولا تخمد نيرانها.
ففي كل يوم يسفك جيشكم دماء أبناء شعب فلسطين العربي، وفي المقابل ينزف جيشكم وميليشيا المستوطنين !!.
لا تستغربوا ان الأمن لا يتحقق لكم رغم كل ما بين أيديكم من أسلحة ورغم هذا الإفراط في استخدامها.
تعلمون علم اليقين أن دوامة الدم التي عمرها أكثر من قرن لن تتوقف إلا إذا نال شعب فلسطين العربي حقوقه التي أقرتها الأمم المتحدة، التي أقرت إنشاء دولة إسرائيل !!.
ومن الواضح للجميع أن الشعب العربي الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه حتى لو استمرت مواجهته الضارية معكم وتضحياته الجسيمة قرناً آخر.
ولذلك فمن السذاجة إطلاق سؤال: لماذا لا يتحقق الأمن للإسرائيليين وللفلسطينيين وللسوريين وللعرب.
أيها الإسرائيليون، لقد أصبح الخبر التالي خبراً يومياً تجبهنا به وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية:
«شنت القوات الإسرائيلية فجر اليوم، حملة مداهمات واقتحامات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، تخللتها اعتقالات ومواجهات واشتباكات مسلحة».
قبل كل طالع شمس، تداهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، المدرعة والمدججة وحتى المجوقلة، القرى والبلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية، مطلقة شتى أنواع القذائف، من الطوافات والآليات وقوى الاقتحام، فلا تروع أهلَها وتفزعهم وترعبهم فحسب، بل تنكل وتعتقل وتقتل.
يومياً يسيل الدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد ارتقى 110 شهداء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، منذ بداية العام الحالي، بينهم 20 طفلاً وسيدتان. (لن أضع علامات تعجب).
إلى متى أيها الإسرائيليون ؟!
الخبر أعلاه سيتكرر ويتكرر، طالما أن مجتمعكم يخرج بتسارع من صيغة الدولة المدنية العلمانية وينزاح بتسارع وتهور إلى صيغة الدولة الدينية.
لقد فاء العرب إلى السلام العادل القابل للحياة والاستمرار معكم، وكانت المعادلة المقبولة هي «الأرض مقابل السلام»، التي حرّفها متطرفوكم، جراء زهو القوة والضعف الرسمي العربي، إلى معادلة مختلة مضحكة هي «السلام مقابل السلام»، التي جوهرها «لا شيء مقابل كل شيء»!!.
أيها الإسرائيليون: أليست الحكمة أنْ تُسالم عدوك وهو ضعيف ؟!