جفرا نيوز - بقلم د. مهند مبيضين

 

ربحت حكومة الدكتور بشر الخصاونة، جولة في مسار الحريات، والمناخ الديمقراطي، وهي قادرة على أن تظهر كنموذج في حكومات المنطقة في التعامل مع النتائج العلمية لعمل المراكز البحثية، وهذا ما حدث مع استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية.

فالأغلبية الأردنية حسب نتائج استطلاع الرأي الذي أعلن عنه مركز الدراسات الاستراتيجية مؤرخاً غير متفائلة وغير متفاعلة مع مسألة التحديث السياسي والأحزاب لم تسمع بها كثيرا، لكن الثقة بالمؤسسات الأردنية الأمنية هي الأعلى في ظل ضعف الثقة بالمؤسسة الحكومية التنفيذية وهو امر ليس بالجديد، فحول الثقة في المؤسسات، أفادت الدراسة أن نسبة الثقة في الجيش العربي بلغت 92 بالمئة، والمخابرات العامة 93 بالمئة، والأمن العام 92 بالمئة، أي أنها تحظى بثقة الغالبية العظمى من الأردنيين.

أما عن الثقة بالنخبة الاكاديمية فقد حظي أساتذة الجامعات بثقة 71 بالمئة من الأردنيين، والجامعات الأردنية الحكومية بـ 69 بالمئة، والمعلمون بـ 69 بالمئة، والقضاة 64 بالمئة، والجامعات الأردنية الخاصة 63 بالمئة، والمستشفيات الخاصة 63 بالمئة وهذه نسب جيد جدا إن لم تكن ممتازة نظرا لعوالم الاستطلاعات وخيارات المستجيبين لها.

يفيد موقع مركز الدراسات الاستراتيجية بأن الاستطلاع نفذ على عينة وطنية قاربت 1200 مواطن، وبين المركز منهجية الاستطلاع، وطرح النتائج بكل شفافية النتائج، وهذا هو الأصل ومعقد الرجاء بان يظل محايدا شفافا.

النتائج التي ازعجت ربما بعض الناس، غير جديدة في السياق العام، وتؤكد لصانع القرار أن الحل لن يكون بالسياسية وحدها، بل بجملة تغييرات، تسهم في تطوير حياة الأردنيين.

بالنسبة للسياسة سوف يزيد تجاهل الناس مستقبلا بالقضايا السياسية وبالثقة في الحكومات وفي الأحزاب، هذا امر لا يحدث في الأردن وحده، بل في العالم كله، واستطلاعات الرأي ليست وحدها التي باتت تحدد أفضليات المواطن، بل هناك بيانات أخرى يجري توظيفها اليوم لمعرفة ما يريد الأفراد، وهناك مؤشرات أداء أخرى غير عقل الجمهور الغاضب المستطلع رأيه.

اعتقد أن الحكومة الأردنية والأردن الذي يصدر فيه استطلاع بشكل منظم ومستمر ولا يظهر ارتفاعا في شعبية الحكومة أو هو استطلاع محصن من التدخلات، فإن معنى ذلك أن الأردن وحكومته بلد فيه منسوب حرية وديمقراطية أفضل بكثير من غيره.

الاستطلاعات لا تغير ولا تضر، لكنها تنفع، وفي مناخ إقليمي لا يمكن ان يخرج فيه ما يخرج في الأردن مثل هكذا استطلاع، أظن اننا ربحنا كثيرا، ربحنا الحرية والاستقلالية لعمل المراكز وربحنا وجود حكومة عاقلة لا تتدخل ولا تضغط ولا توجه، وهذا هو الأصل في احترام عمل المؤسسات.