ماذا اقترح المؤرخ العرموطي على أمين عمَّان ؟
جفرا نيوز - وجّه المؤرخ عمر العرموطي/ مُعد ومؤلف موسوعة عمَّان أيام زمان اقتراحاً، ونداءً إلى معالي أمين عمَّان د. يوسف الشواربة، بأن تقوم أمانة عمَّان الكُبرى بابتكار وبناء بوّابات مُستوحاة من التُراث الأردني على مداخل العاصمة عمَّان.
وأضاف العرموطي بأن فكرة بناء وتسمية (البوّابات) _التي بُنيت في عدد من عواصم العالم_ تعود لحقب تاريخية هامة، وفي العادة تقع هذه البوابات ضمن أسوار المدينة؛ لحمايتها من خطر الغزو الخارجي. وجاءت تسميتها تخليداً لذكرى أحداث هامة أو باسم عائلة كان لها دور كبير في ذلك الموقع أو تخليداً لأحد الزّعماء الكبار عبر التاريخ.
عِلماً بأن هذه الأسوار القديمة قد أُزيل معظمها، لكن بقي العديد من هذه البوابات حتى الآن، ومن الجدير بالذكر أن هذه البوابات التُراثية التاريخية تُعتبر شاهداً على عراقة هذه المدن، ويزورها السوّاح، ويلتقطون الصور أمامها. فهي تُعتبر من التراث الثقافيّ، والتاريخيّ، والسياحيّ لهذه العواصم... ونُشاهد حتى الآن هذه البوابات التُراثية في القدس، والقاهرة، وبغداد، ودمشق، والمدينة المنورة، وبيروت، وفي المملكة المغربية، وباريس وفي غيرها من عواصم العالم العريقة.
وبناء على ذلك فقد اقترح المؤرخ عمر العرموطي على معالي أمين عمَّان بناء بوابات تُراثية على مداخل العاصمة عمَّان لاسيَّما أننا في الأردن في بداية المئوية الثانية للعاصمة عمَّان، وفي المئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية الهاشمية، لذلك يجب أن نُفكّر بتنفيذ مشاريع جديدة لم يتم تنفيذها من قبل.
لذالك أقترحُ على أمين عمَّان المبادرة؛ لإضفاء لَمسة جمالية تُراثية سياحيّة للعاصمة عمَّان، وإن ذلك موجود كما ذكرت حتى الآن في عدد من عواصم العالم. ويكون ذلك ببناء البوابات التُراثية على مداخل عاصمتنا الجميلة العريقة عمَّان – مدينة التاريخ والحضارة - وفي حال تنفيذ هذه الفكرة فإن تصميم وتسمية هذه البوابات المقترحة في العاصمة عمَّان يجب أن ينسجم مع تاريخ وتُراث العاصمة عمَّان، وهو تاريخ حافل وثري. حيث تعاقبت على العاصمة عمَّان حضارات العالم القديم وُصولاً إلى حُكم العائلة الهاشمية الكريمة ابتداءً من عام 1921م، وإن هذه البوابات المُقترحة هي ضمن حقبة الدولة الأردنية الهاشمية.
ويعتقد العرموطي بأنه إذا تم تنفيذ بناء هذه البوّابات التُراثية التاريخيّة على مداخل العاصمة عمَّان، فإنه سيترتب على ذلك أثر إيجابيٌّ؛ من أجل المُحافظة على تُراث عمَّان، ولدفع الحركة السياحية في العاصمة إلى الأمام، وسوف يُعطي ذلك لمَسة جمالية وتُراثية رائعة.
ومن أجل توضيح الفكرة التي أطرحها على القارىء الكريم، فإنني سوف أعرض باختصار شديد لعدد من هذه البوابات التُراثية الشهيرة الموجودة حتى الآن في بعض عواصم العالم العريقة كما حصلت عليها من عدد من المراجع التاريخية والمواقع الإلكترونية، وإن هذه البوابات التي سأذكرها الآن هي أمثلة فقط من أجل توضيح الفكرة المطروحة.
نماذج من البوّابات التراثية
في عدد من عواصم العالم
1. أبواب مدينة القدس/ فلسطين:
وقد بُني سور القدس في العهد الكنعاني لكنه تعرَّض للخراب عدّة مرّات؛ بسبب الجيوش الغازية... وله 34 بُرجاً وأشهرها برج اللقلق، وبرج كبريت... وللسور سبعة أبواب مفتوحة، وأربعة أبواب مُغلقة.
1. الأبواب المفتوحة للقدس:
1. (باب العامود): ويعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني العثماني... ويُسمّى أيضاً (باب دمشق)
2. (باب السّاهرة): ويرجع إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويُعرف أيضاً باسم (باب هيرودوتس).
3. (باب الأسباط): يعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني... وسُمي أيضاً (باب القدس) و(اسطيفان) و(باب الأسود)؛ لوجود تمثالين لأسدين على جانبي مدخله.
4. (باب المغاربة): ويُعتبر أصغر أبواب القدس.
5. (باب النبي داود): وسُمّي أيضاً (باب صهيون).
6. (باب الخليل): وسُمَّي أيضاً (باب يافا).
7. (باب الحديد): تم افتتاح هذا الباب عام 1898م أثناء زيارة الإمبراطور الألماني (غوليوم الثاني) للقدس.
2. الأبواب المُغلقة للقدس:
1. (باب الرحمة).
2. (الباب الذهبي): وسُمي (بالباب الذهبي)؛ لجماله، يعود للعصر الأموي، وقد أغلقه العثمانيون بسبب خُرافة انتشرت بين الناس/ بأن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس من هذا الباب.
3. (الباب الواحد): بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
4. (الباب المثلث): بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
5. (الباب المزدوج): ويتكون من بابين في أعلى كل منهما قوس يؤدي للحرم مباشرة، وقد بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
2. أبواب دمشق/ سوريا:
عبر العصور التاريخية كانت مدينة دمشق هدفاً للغُزاة لذلك ومن أجل حمايتها وللدفاع عنها تم بناء سور من الحجارة الضخمة حولها، وقد فُتحت فيه أبوابٌ للدخول والخروج منها، وقد كان ذلك أثناء العصر اليوناني، وتمت صيانة السور في العهد الروماني... وقد ظهرت سبعة أبواب نسبة إلى الكواكب المعروفة – آنذاك – ونحتت رموز هذه الكواكب على الأبواب؛ لأنهم اعتقدوا أنها ستحمي المدينة.
وهذه الأبواب هي:
1. (باب شرقي): وقد سُمي (باب الشمس) نسبة إلى الشمس، ومنه دخل خالد بن الوليد دمشق.
2. (باب توما): مُرتبط مع كوكب (الزُّهرة) ثم صار يُعرف باسم (توما) أحد تلامذة السيد المسيح.
3. (باب السّلام): مُرتبط مع (القمر)، ويُسمى (باب السلامة)، وباب الشريف.
4. (باب الفراديس): مُرتبط مع (عطارد)، ويُعرف بِــ (باب العمارة)، وقد دخل منه القائد عمرو بن العاص.
5. (باب الجابية): مُرتبط مع (المرّيخ)، وعند الفتح العربي الإسلامي دخل منه أبو عبيدة عامر بن الجرّاح.
6. (الباب الصغير): مُرتبط مع (المُشتري)، وقد دخل منه يزيد بن أبي سفيان شقيق الخليفة معاوية بن أبي سفيان أثناء الفتح الإسلامي لدمشق.
7. (باب كيسان): ويُعتبر من أشهر أبواب دمشق الذي لا تزال أجزاء منه موجودة حتى الآن، ويعود للعصر الأموي، ويقع بالقرب من دوار المطار وجامع بلال الحبشي.
ويقول (ابن عساكر) عن دمشق: "بُنيت على الكواكب السبعة على كل باب صورة الكوكب".
3. أبواب بغداد/ العراق:
شيَّد الخليفة العبّاسي (أبو جعفر المنصور) أبواب بغداد الأربعة عام 141هـ الموافق 758 للميلاد، وهي: (باب السلطان المعظم)، و(باب كلوذا)، و(باب الطلسم)، و(باب خراسان)، علماً بأنه لم يتبقّ من بوّابات بغداد الأربعة إلا (باب خراسان) أو (باب الشرق)، وسمي كذلك؛ لأنه كان مُقابلاً لطريق "الوسطاني" الذي يُؤدي إلى حدود الإمبراطورية الفارسية.
... يمتاز (الباب الوسطاني) بصلابته وبجمال زخارفه العربية الإسلامية، وقد حاول الكثير من الغُزاة الذين حاولوا اقتحام بغداد أن يدخلوها من خلال هذا الباب إلا أنهم باءوا بالفشل ومنهم هولاكو.
4. أبواب المدينة المنورة/ السعودية:
- (باب العوالي)، (باب الكوفة)، (باب البرابيخ)، (باب الحمام)، (باب الشامي)، (باب بُصرى)، (باب الصغير)، (باب البقيع)، (باب القاسمية).
- 5. بوابات المملكة المغربية:
- (باب الأمر)، وباب الحديد (فاس)، و(باب الحمراء)، (وباب الخوخة) –فاس-، و(باب الدكاكين)، و(باب السمارين)، و(باب السيكمة)، (وباب الشرفاء)، و(باب السماعين)، و(باب الفتوح) – فاس -، و (باب الكيسة)، و(باب المحروق)، و(باب المكينة)، و(باب بو جلود)، و(باب سيدي بو جيدة)، و(باب أكناو)، و(باب الرب)، و(باب الفتوح) – مراكش -، و(باب المريسي)، و(بوابات فاس)، و(باب المنصور).
6. أبواب القاهرة القديمة/ مصر:
(باب الفتوح) أو (باب الإقبال)، و(باب النصر) أو (باب العز)، و(باب زويلة) أو (باب المتولي) وقد سمي (زويلة) نسبة إلى قبيلة من البربر بشمال إفريقيا انضم جنودها إلى جيش جوهر الصقلي عند فتح مصر، و(باب الفرج)، و(باب المحروق) أو (باب القراطين) وقد سمي بالمحروق؛ لأن المماليك أحرقوه سنة 652هـ عندما علموا بقتل أقطاي، و(باب البرقية) أو (باب التوفيق) أو (باب الغريب)، و(باب سعادة)، و(باب القنطرة).
وهناك أبواب أخرى في القاهرة:
(باب الوزير)، و(باب خان الخليلي)، و(باب الغوري)، و(باب قايتباي) أو (باب السيدة عائشة)، و(الباب الأخضر) أو (باب الحسين)، و(باب القوس) أو (باب الرماحين)، و(باب الحسينية)، و(باب الوداع)، و(بوابة الملكة صفية)، و(بوابة حارة المبيضة).
7. (باب إدريس) / بيروت – لبنان:
باب إدريس: هي منطقة تجارية تقع في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، وهو من أبواب بيروت القديمة، ويقع في الجهة الغربية لسور بيروت القديم... و(باب ادريس) الحالية هي المنطقة التي تقع ما بين سوق البازركان القديم وبين بناية ستاركو، وما بين كنيسة الكبوشين وحتى البحر عند مقهى الحاج داود القديم... وسُمي (باب ادريس) تيمناً بعائلة إدريس البيروتيّة التي كانت تسكن بجوار الباب.
8. باب سان دوني/ باريس – فرنسا:
(باب سان دوني) باللغة الفرنسية (La Porte Saint – Denis) أو/ لابورت سان دوني و(هو قوس نصر). يقع في الدائرة العاشرة في العاصمة الفرنسية باريس... وقد بني في عام 1672م من قبل المهندس المعماري "فرانسوا بلونديل" من أجل تخليد "لويس الرابع عشر"... ويقع في موقع باب من أبواب باريس، علماً أن اسمه القديم كان "شارل الخامس".
مصادر المعلومات / (وفا) وكالة الأنباء الفلسطينية، ديما منصور/ دبي، ويكيبيديا، لايف ستايل/ عثمان المختار.
الخلاصة
اقترح المؤرخ عُمر العرموطي / مُعِد ومؤلف موسوعة عمَّان أيام زمان إقامة عدد من البوّابات التُراثية على أبواب العاصمة عمَّان، عِلماً بأن هذه المواقع هي مواقع مُقترحة... وإذا تعذَّر تنفيذ جميع هذه البوّابات لسبب أو لآخر فإنه يُمكن تنفيذ عدد من هذه البوّابات ( الرئيسية ).
بوّابات تُراثية – مُقترحة – على أبواب العاصمة عمَّان
- مثلاً/ بوّابة قبل الدوار السابع/ طريق المطار.
- بوّابة بعد جسر ماركا باتجاه الزرقاء/ أوتوستراد الزرقاء.
- بوّابة عند مباني الإذاعة والتلفزيون الأردني/ أم الحيران.
- بوّابة في منطقة الكمالية/ على مدخل صويلح في الطريق الرئيسي المُؤدي إلى مدينة السَّلط.
- بوّابة بالقرب من ناعور/ على شارع القدس باتجاه مدينة القدس.
- بوّابة قبل بلدة أم العمد/ باتجاه مدينة مادبا.
- بوّابة قبل مدخل بلدية الفحيص.
- بوّابة على مدخل خريبة السوق/ شارع مادبا.
- بوّابة قبل مباني جامعة الزيتونة/ على الشارع الرئيسي المؤدي إلى مناطق الجنوب (العقبة، ومعان، والكرك، والطفيلة).
- بوّابة على شارع ياجوز الرئيسي بعد مباني وزارة التعليم العالي/ على الشارع الرئيسي المؤدي إلى مدينة الزرقاء.
- بوّابة عند صافوط/ على الشارع الرئيسي المؤدي إلى مدينة جرش ومدينة إربد.
- .... الخ.
ويُمكن تسمية كل بوّابة باسم تُراثي تاريخي له علاقة بالعاصمة عمَّان أو التاريخ الأردني العريق، أو أن يكون له ارتباط بالحقب التاريخية المختلفة التي مرَّت على عاصمتنا العريقة عمَّان (مدينة التاريخ والحضارة).
... وكذلك يمكن تصميم هذه البوّابات التُراثية بشكل هندسي جميل يعود إلى تاريخنا العربي الإسلامي والأردني.
مصادر تمويل تكاليف إِنشاء هذه البوّابات
... الفكرة التي أطرحها هُنا بأن لا تتكّلف أمانة عمَّان أيّ تكاليف من أجل إنشاء هذه البوّابات التُراثية (المُقترحة)، وذلك بأن تُساهم الشركات الأكثر ربحًا في الأردن لإنشاء هذه البوّابات مثل: شركات الفوسفات، والبوتاس، ومصفاة البترول، وشركات زين، وأورنج، وغيرها من شركات الهواتف الخلوية، والبنوك التجارية... بحيث تتكفَّل كل شركة من هذه الشركات ببناء إحدى هذه البوّابات التُراثية على أن يُكتب اسم هذه الشركة التي تبرَّعت لبناء هذه البوّابة على كل بوّابة... تماماً كما حدث في السنوات الماضية عندما قامت البنوك التجارية الأردنية، وعدد من الشركات الكُبرى، بتمويل تكاليف الأطاريف الملوّنة المُضيئة أثناء الليل على مُحيط الميادين، والدواوير، والتقاطعات المرورية الهامة في العاصمة عمَّان.
*** وفي الختام أتمنى أن تبقى عمَّان عاصمة نابضة بالحياة يستنشق كل من يزورها عَبَق التاريخ والحضارة والتُراث.