الجيش السوداني والدعم السريع يوافقان على تمديد الهدنة

جفرا نيوز - قال الطرفان المتحاربان في السودان (الخميس 27-4-2023)، إنهما سيمددان وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى لكن العنف استمر في العاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور في غرب البلاد، فيما قالت الولايات المتحدة إن انتهاكات وقف إطلاق النار تثير القلق.

ولقى المئات حتفهم وفر عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم في أسبوعين من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت القوتان المتصارعتان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قد أطاحتا معا بحكومة مدنية في انقلاب أكتوبر تشرين الأول 2021 لكنهما الآن يتناحران على السلطة مما يؤدي إلى تعطل الانتقال المدعوم دوليا إلى الديمقراطية ويهدد بزعزعة استقرار منطقة هشة.

وقال الجيش الأربعاء إنه وافق على وقف إطلاق نار جديد مدته ثلاثة أيام حتى يوم الأحد اقترحته الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، وهي تكتل إقليمي أفريقي بعد اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية وينتهي مساء اليوم الخميس. وأكد الجيش اليوم الخميس تمديد الهدنة وقال إنه سيلتزم بها من جانب واحد.

وفي أول رد من جانبها قالت قوات الدعم السريع اليوم الخميس إنها وافقت على هدنة لمدة 72 ساعة أخرى ابتداء من منتصف الليلة. وأشارت إلى أن الاقتراح جاء من مجموعتين دبلوماسيتين تشملان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والنرويج.

ويزعم الجيش أنه يسيطر على معظم مناطق السودان ويتصدى لانتشار كبير لقوات الدعم السريع في الخرطوم حيث تحولت بعض المناطق السكنية إلى ساحات حرب.

وقال شهود وصحفيون من رويترز إنه على الرغم من الهدوء الجزئي للقتال منذ بدء وقف إطلاق النار الأول لمدة 72 ساعة، سمع دوي ضربات جوية ونيران مضادة للطائرات اليوم الخميس في العاصمة ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين.


وقال البيت الأبيض  إنه يشعر بقلق من انتهاك وقف إطلاق النار، مضيفا أن الوضع قد يتفاقم في أي لحظة، وحث المواطنين الأمريكيين على المغادرة في غضون ما بين 24 إلى 48 ساعة.

* معارك في دارفور

على الرغم من تركز القتال في الخرطوم حيث تنتشر عناصر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية، فقد امتد أيضا إلى إقليم دارفور بغرب البلاد الذي احتدم الصراع فيه بعد عقدين من اندلاع حرب أهلية هناك.

وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية، إن 52 على الأقل قتلوا في هجمات "ميليشيات” مسلحة تسليحا قويا على الأحياء السكنية في مدينة الجنينة بالإضافة إلى مستشفاها الرئيسي وسوقها الرئيسية والمباني الحكومية وعدة ملاجئ للنازحين الداخليين.

وقال أحد السكان طلب عدم نشر اسمه خشية البطش به إن رجال ميليشيات من قبائل عربية بدوية دخلوا مدينة الجنينة حيث تسبب القتال بين قوات الدعم السريع والجيش في فراغ أمني في الأيام القليلة الماضية. وتصدى لهم مسلحون من قبيلة المساليت، وامتدت الاشتباكات عبر المدينة، مما تسبب في موجة نزوح جديدة.

والجنينة تقع في أقصى غرب السودان وشهدت نزاعات قبلية متكررة في السنوات القليلة الماضية مما أدى إلى طرد الناس من منازلهم مرات كثيرة.

قُتل 512 شخصا على الأقل وأصيب زهاء 4200 منذ اندلاع القتال في 15 أبريل نيسان.

 ندرة الغذاء

أثر القتال بشكل سلبي على عمليات توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف.

وقال عبده ديانج، أكبر مسؤولي مساعدات الأمم المتحدة بالسودان، إن "القليل للغاية يمكن فعله” بخصوص المساعدات الإنسانية.

وأضاف للصحفيين في نيويورك عبر الهاتف من بورتسودان "نحن قلقون بشدة إزاء إمدادات الطعام”. ونُقل أغلب موظفي الأمم المتحدة الكبار إلى بورتسودان.

وأضاف "هدفنا هو العودة بأسرع ما يمكن إلى الخرطوم إن كان الموقف يسمح بذلك”.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن نحو 16 ألف شخص دخلوا مصر قادمين من السودان بينهم 14 ألف مواطن سوداني. وتقول الأمم المتحدة إن 20 ألف لاجئ ذهبوا بالفعل إلى تشاد.

وقال عمر يوسف يارو (24 عاما) وهو طالب نيجيري يدرس القانون في جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم، حيث ينتظر آلاف الطلاب للمغادرة، إن الغذاء ينفد وإنه لا توجد مياه للمراحيض أو الاستحمام، والكهرباء مقطوعة.

وأضاف يارو عبر تطبيق زووم، بينما يُسمع صوت طالبات يبكين في الخلفية، "حتى ونحن نجلس هنا، يمكنكم سماع صوت أعيرة نارية في كل مكان تقريبا. لسنا آمنين هنا”.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 60 من أصل 86 مستشفى في مناطق القتال توقفت عن العمل.

وتصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين أطاحا معا بحكومة مدنية في انقلاب أكتوبر تشرين الأول 2021، وذلك بعد عامين من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.

وكالات