داودية يكتب : خنادق وفنادق
جفرا نيوز - بقلم : العين محمد داودية
يطرح استشهاد الملازم المثنى فلاح الشقيرات، موضوعين مهمين هما «معاشات» منتسبي القوات المسلحة الأردنية، العاملين والمتقاعدين، والأحوال المادية والمعيشية لأبناء الشهداء وأزواجهم ووالديهم.
ويتابع الرأي العام الأردني باعتزاز ورضى، عناية ورعايةَ وحدبَ جلالة الملك عبد الله على أسر شهدائنا والمواظبة على تفقدهم بلا انقطاع.
ولا يمكن المزاودة على القوات المسلحة الأردنية التي دأب كل قادتها على رعاية أسر الشهداء وابنائهم وكفالتهم طبابةً وتعليماً وتوظيفاً.
لقد راعتني الصورة التي عرّفني عليها الجنرالان العينان جمال الشوابكة وعبدالله العجارمة.
فضباطنا وجنودنا الساهرون على حماية ثغورنا، حين يتعرضون لأقسى موجات الصقيع في براري الأردن وبواديه، لا
يهبطون إلى الخنادق اتقاءً للبرد المفرط، بل يتبادل الضابط والجندي لفّ «خويّه» بالبطانيات، ثم يلف حولها حبلاً يثبتها على جسمه، لكن عيناه لا تغمضان، وأصابعه لا تتركان المنظار والزناد.
بالله عليكم هل توجد مقارنة بين حالة خنادق الوطن المشرفة تلك، وبين حالة الفلل والشقق والفنادق الوثيرة ؟!
قام هذا الوطن على العسكر والمعلمين، الذين بنوه وصانوه وحموه وحملوه دون تبرم أو منّة.
سيدنا وحكومتنا ومجلس الأمة وجيشنا والإعلام والرأي العام، يدركون وجاهة المطالبة بتحسين معاشاتهم ويتعاطفون مع ذلك.
وان المزيد من تسليط الأضواء على حالة ابنائنا العسكريين العاملين والمتقاعدين، يفيد في إبقاء الملف مفتوحا ومهيأ للتعديل حسب ظروف بلادنا، التي نثق انها في الطريق إلى التعافي.
يطرح استشهاد ابننا المثنى، وصورة ابنائنا الشرفاء في الخنادق، التي سمعتها من العينين الشوابكة والعجارمة، مسألتين مهمتين لن نملّ من التأشير عليهما من أجل الحق والعدل والإنصاف.
يضاف إلى ذلك، قيام قواتنا المسلحة وسلاح الجو الملكي بأخطر المهمات وأكثرها هولاً وغموضا وبطولة، لإنقاذ وإجلاء أبنائنا من طاحونة الحرب الأهلية السودانية الدموية.
فتحيةً للأردن. تحية للملك. تحية للحكومة. تحية للجيش. تحية للمخابرات. تحية لصقور سلاح الجو، تحية لسفيرنا في السودان سائد الردايدة ولطاقم سفارتنا الذين لم يغادروا السودان وعملوا ويعملون في أخطر الظروف على تأمين إجلاء أبنائنا ومعهم من تسمح سعة طائرات الإجلاء من حمله، دون النظر إلى جنسيته ودينه.