أمريكا تحذر 4 دول من أساليب روسيا للالتفاف على العقوبات
جفرا نيوز - تواصل روسيا مساعيها للالتفاف على العقوبات بشتى الطرق، حيث حذرت الولايات المتحدة أربع دول أوروبية من الأساليب التي تستخدمها روسيا للتهرب من العقوبات، وزودتها بقائمة مفصلة بالسلع ذات الاستخدام المزدوج عالية القيمة التي تحاول موسكو الحصول عليها.
استخدام مزودوج
ويأتي ذلك في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن الجهود لوقف شراء موسكو تقنيات ذات استخدام مزودوج من جهات مختلفة، وفقا لما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز” البريطانية.
وكان وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، قد زار سويسرا والنمسا وإيطاليا وألمانيا هذا الأسبوع في جولة تهدف إلى إظهار كيف تحاول روسيا إصلاح سلاسل التوريد الصناعية العسكرية المتدهورة من خلال الالتفاف على ضوابط التصدير الغربية.
العقوبات على روسيا تتواصل
وفي هذا الصدد، أوضح قال مسؤول أميركي للصحيفة البريطانية أن: "روسيا تستخدم الكثير من الموارد للالتفاف على عقوباتنا”، لافتا إلى أنها تتعلم من دول أخرى تخضع لعقوبات شديدة مثل إيران بشأن كيفية الحصول على التقنيات الحساسة عبر الأبواب الخلفية.
وحددت الولايات المتحدة البضائع التي تحرص روسيا على الحصول عليها مثل مثل المذبذب الإلكتروني (electronic oscillator) والتصوير الحراري والمكونات الإلكترونية مثل محولات الطاقة القائمة على أشباه الموصلات ومصفوفات البوابات القابلة للبرمجة الميدانية (نوع من الدوائر المتكاملة)، بلإضافة إلىتقنيات أخرى، ولكن دون تذكر وزارة الخزانة الأميركة في أي أسلحة يجرى استخدام تلك السلع.
كما سعى المسؤولون الأميركيوين إلى تنبيه كبار مدراء وقادة الشركات والبنوك في الدول الأربع إلى وجود "إشارات إنذار حمراء محتملة” قد تشير إلى التهرب من العقوبات، مثل تزوير العقود وسندات الشحن لإخفاء العلاقات التجارية مع روسيا ، ورفض تقديم تفاصيل عن الغاية المقصودة من تصدير تلك المواد، وإجراء تغييرات متكررة أو في اللحظة الأخيرة في هويات المستخدمين النهائيين أو المستفيدين.
إزالة ثغرات العقوبات
وبحسب الصحيفة، فقد جعلت الولايات المتحدة وشركاؤها في مجموعة السبع من إزالة ثغرات العقوبات ومكافحة التهرب من العقوبات ضمن أولوياتهم في الأشهر الأخيرة مع تضاؤل الرغبة في فرض عقوبات على قطاعات جديدة من الاقتصاد الروسي.
استهدفت جهود مشتركة من قبل مسؤولي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الربيع دولًا مثل الإمارات العربية المتحدة وتركيا ودول آسيا الوسطى التي يُشتبه في كونها قنوات لصادرات التكنولوجيا والأدوات ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا.
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن بعض الدول التي عارضت علنًا غزو روسيا لأوكرانيا كانت "مقصرة في الإجراءات لضمان عدم تمكن موسكو من استغلال شركاتها ومصارفها لتجهيز قواتها”.
وأضاف أنه كان هناك "عدد من الأنماط المقلقة في العديد من البلدان، بما في ذلك في الشرق الأوسط وبين العديد من جيران روسيا ، حيث عمّق الكرملين علاقاته المالية وتدفقاته التجارية مع إغلاق الأسواق الأخرى”.
وقال إن روسيا استجابت للاضطرابات في سلاسل التوريد الخاصة بها منذ بدء الحرب من خلال جعل أجهزة استخباراتها تحدد الشركات الدولية للعمل معها.
العقوبات الغربية على موسكو أتت نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا
وشدد على إن موسكو كانت تسعى أيضًا إلى "ردم المدخلات المفقودة من خلال إعادة توظيف السلع” مثل الرقائق الدقيقة من الإلكترونيات غير العسكرية، فضلاً عن إعادة تجهيز مرافق التصنيع الخاصة بها.
ونوه المسؤول الأميركي الذي لم يكشف عن هويته إلى أن أولوية الغرب يجب أن تكون حرمان روسيا من الوصول إلى السلع ذات الاستخدام المزدوج، و”قطع الإمدات عن مرافق إعادة التصنيع للمواد ذات الاستخدام المزدوج”.
وقال إن هذه المهمة أصبحت أكثر إلحاحًا لأن الصراع في أوكرانيا بات يقترب من "نقطة انعطاف حرجة”.
ويقول مسؤولو دفاع غربيون إن أوكرانيا تستعد لهجوم ربيعي مضاد ضد القوات الروسية الغازية يمكن أن يحدد مسار الحرب.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر عن إجراءات جديدة تستهدف الأفراد والكيانات التي يُزعم أنها ساعدت في التهرب من العقوبات، كجزء من محاولة لتشديد القيود بشكل أسرع مما تستطيع موسكو معه تطوير وسائل جديدة للالتفاف عليها.
قال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "يجب توسيع معايير مراقبة الالتفاف على العقوبات.. لأن ذلك سيزيد من إحكام الخناق على رقبة (بوتين) عندما يتعلق الأمر بالقدرة على تمويل حربه العدوانية”.
وكان مبعوث عقوبات الاتحاد الأوروبي، ديفيد أوسوليفان، قد سافر مؤخرًا إلى الإمارات العربية المتحدة وتركيا وقرغيزستان لإيصال رسالة قاسية من الغرب بشأن تلك القضية.
وفي الأسبوع المقبل سيزور أوسوليفان كازاخستان، رفقة مساعدة وزير الخزانة الأميركية، إليزابيث روزنبرغ، ثم يتوجه إلى أوزبكستان وصربيا وجورجيا وأرمينيا قبل نهاية مايو.
وقال أوسوليفان للصحفيين في واشنطن يوم الأربعاء: "هذه العقوبات ستستمر لفترة طويلة.. لذلك هناك تفكير مستمر بشأن كيفية تنظيم نفسنا بشكل مختلف قليلاً من أجل إدارة هذه المهمة، والتي ستكون على عاتقنا لسنوات عديدة”.