"القانون كشف المستور".. أحزاب تنتظر وأخرى رفعت الراية البيضاء

جفرا نيوز  - خاص 

غدا الخميس هو العشرون من شهر نيسان ، وهو تاريخ استثنائي ويعني الكثير للأحزاب السياسية القائمة حسب القانون الحزبي القديم ، ويوم غد ستضع الحرب أوزارها بالنسبة لعدد لافت من الأحزاب التي لم تتمكّن من تقديم أوراق اعتمادها للهيئة المستقلة للإنتخابات من أجل تصويب أوضاعها مع قانون الأحزاب الجديد .

وهذا يعني بأنّ عددا كبيرا من الأحزاب القائمة فشلت في التعاطي مع القانون ، سواء من حيث القدرة على جمع ألف من الأعضاء المؤسسين ، أو الفشل الذي رافق عمليات إندماج لم تصل للمرحلة التي كانت تتمناها العديد من الكيانات الحزبية القائمة  .

ويمكن القول هنا ؛ بأنّ يوم غد سيكون هو اليوم الأخير لوجود الأحزاب القائمة المتبقيّة ، وهي تلك التي وجدت صعوبة بالغة في التصويب ، في حين أن أحزابا أخرى آثرت المغادرة بهدوء ودون ضجيج ، فرفعت الراية البيضاء مبكّرا .

واللافت هنا ؛ بأنّ الأحزاب التي ستغادر ساحة العمل الحزبي سيكون كبيرا بالمقارنة مع عددها الذي وصل إلى خمسة وخمسين حزبا ، لم تقدّم شيئا يذكر خلال وجودها وممارستها للعمل السياسي ، وبنظرة إلى هذا الواقع سنجد مغادرة لا يقل عن عشرين حزبا سياسيا للساحة ، في حين تنتظر أحزاب أخرى نتيجة الفحص والتدقيق والتمحيص الذي تقوم به الهيئة ، وهذا يتعلّق بعدد محدود من الأحزاب لا يتجاوز الرقم تسعة ،  تقف على رؤوس أقدامها بانتظار فرج قريب قادم من الهيئة استعدادا لعقد مؤتمراتها التأسيسية .

المؤتمرات التأسيسية للأحزاب القائمة التي تنتظر ضوءا أخضر من الهيئة يجب أن تعقد قبل الرابع والعشرين من شهر أيار المقبل ، وهو الموعد الأخير لتصويب الوضع كاملا بالنسبة لهذه الأحزاب ، وهذا التاريخ لا ينطبق على الأحزاب الجديدة ، أو من يرغب بتأسيس حزب .

وبات واضحا ؛ أنّ العديد من أصحاب السعادة الأمناء العامين سيضربون كفّا بكفّ بعد المغادرة ، وهم يعلمون بأنّ أحزابهم لم تصل لمستوى الحزب السياسي الحقيقي ، وهذا دليل واضح على أنّ المؤسسين الخمسمائة هم مجرّد أرقام ، والغالبية لا وجود لهم أصلا ، أو لا يعرفون شيئا عن الحزب الذي ينتمون إليه .

ومؤخرا ؛ انكشفت حقيقة أحد الأحزاب القائمة ، حيث لم يستطع هذا الحزب الذي اندمج مع آخر أن يقدّم قائمة بأعضائه أو أيّ عضو باستثناء الأمين العام نفسه ، الذي يحاول البقاء ، حتى لو كان ذلك تحت مظلّة الآخرين .

القانون الجديد للأحزاب كشف المستور في واقع عدد كبير من الأحزاب كنّا نعتقد بأهميتها وإمكانية استمرارها ، غير أن الحقيقة كانت غير ذلك ، وهاهي المسيرة الحزبية تقلب الطاولة على الكثيرين إيذانا بمرحلة جديدة ، لا مكان فيها للعمل الدكاكيني ، بل لأحزاب قابلة للحياة والتنافس في قابلات الأيام على كعكعة حزبية قوامها 41 مقعدا في البرلمان القادم .