ما هي سيناريوهات المرحلة القادمة بعد انتهاء الدورة العادية ؟
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
لم أعتد طيلة حياتي أن أحضر جلسة لما يسمّى الصالون السياسي الذي يتبع لمسؤول كبير سابق ، وفي غالب الأحيان يتبع هذا الصالون لواحد من رؤساء الحكومات السابقين ، الذي يحاول جمع ثلّة من المريدين حوله ، وكأنّه في قرارة نفسه يقول .. لعلّ الأيام تدور دورتها ويعود دولته إلى سدّة الرئاسة في الدوار الرابع ، أو حتى يجري الإلتفات له في أحد المواقع الهامّة في الدولة.
هي مرّة واحدة ، وفي هذا الشهر الفضيل تمّت دعوتي لحضور مناقشات في أحد الصالونات السياسية ، ولم تخلّ الجلسة في غالبيتها من نكتة هنا أو من هناك ، وتتعالى الضحكات من قبل الموجودين مجاملة لدولته أو لصاحب المعالي.
لا بأس ؛ من حقّ المسؤول ، سواء كان حاليا أو سابقا أن يضحك ، وأحيانا بشكل هستيري ، فهو في النهاية بشر ، ومن حقّه ذلك ، ولكن مثل هذه الصالونات يجب أن تكون مجالا ثريّا للنقاشات والحوارات الهادفة ، غير أن هذه النقاشات أخذت حيّزا بسيطا من خلال هذا اللقاء الذي أشعر بالندم على حضوره ، فأنا لا يعنيني أبدا لا أصحاب دولة ولا معالي أو حتى عطوفة وسعادة ، فشخصيا أمقت الألقاب ، وأرى أنها حالة من التمييز بين الناس.
أحدهم طلب من الحضور الهدوء والبدء في حالة حوار تتناول ما يشاع عن تغييرات جذرية قادمة في مختلف مؤسسات الدولة مابين شهري أيار وحزيران ، وكل شخص من الحضور بدأ يدلي بدلوه ، وبات الجميع محللين سياسيين ، حيث طرحوا العديد من الأفكار والتوقعات.
شائعات كثيرة تناولتها الجلسة ومنها رحيل الحكومة بعد انتهاء الدورة العادية للمجلس النيابي ، وآخر ذهب أبعد من ذلك ، حيث أكّد بأن مجلس النواب سيجري حلّه مع انتهاء الدورة والدعوة لإنتخابات نيابية مبكّرة هذا العام ، تشارك فيها الأحزاب الجديدة ، أو تلك التي جرى مؤخرا تصويب أوضاعها مع قانون الأحزاب الجديد.
لم يصل الحاضرون للصالون السياسي لأيّ نتيجة ، بل كان الحوار مجرّد سواليف حصيدة ، كما كان أجدادنا من قبل ، ومثل هذه الصالونات اعتادت في كثير من الأحيان على النميمة وما أكثرها.
فوجدت بأنّ معظم الحضور كما يقال (فاضيين أشغال) وأنا لا يروقني أن أنضم إلى جوقة فاضيي الأشغال هؤلاء فهم يبحثون عن مواقع أقدام لهم في المرحلة القادمة ، في حين أكتفي بما أنا فيه ، وأعوذ بالله إن قبلت دعوة لحضور جلسة في أيّ صالون سياسي ، ربما أكتفي بزيارة صالون الحلاقة لجاري العزيز ، الذي أحلق ما تبقّى من شعر رأسي عنده منذ ثلاثين عاما .