ما هكذا يعامل الأردنيون!!!

جفرا نيوز - بقلم المحامي فيصل البطاينة - في أواخر هذا الشهر الفضيل وجهت طعنة إلى صدور شريحة أساسية من مكونات المجتمع الأردني. تلك الطعنة التي حلت محل التهنئة لأهل القرى من الأردنيين بمناسبة نجاح فلذات أكبادهم بالدراسة الثانوية هذا العام.

كوفئ الأردنييون من أبناء القرى و المدن بأن أوقفت عنهم المكرمة الملكية لتمكين أبنائهم من إكمال دراستهم الجامعية حيث تم ذلك بناء على مشورة لم تكن أمينة بحق المليك و الشعب ولم تعرف بعد غاياتها و أهدافها.

بالأمس وقف وزير التعليم العالي وجيه عويس ليعلن "لا إلغاء لمكارم الجيش و المعلمين و المخيمات في الجامعات"...ليزيد الطين بلة على النشامى الأردنيين.

و ما لفت الانتباه بتصريحات الوزير كلمة "المخيمات" التي لم تعد موجودة على أرض الواقع كما هي موجودة في ذهن الوزير لأن الأردنيين لا مخيمات لهم على أرضهم إلا من أجل الاستعداد للعودة التي يطمح لها كل من هجر قسريا الى الأردن, أما قرى الأردنيين فكانت و لا تزال المخزون الاستراتيجي للدولة الردنية مثلما هي مصنعا للرجال و أصل الوجود الأردني على الأرض الأردنية.

ما أن أطلق عويس تصريحاته الغريبة حتى شعر الأردنيون بقراهم أنهم المستهدفون بهذه المرحلة و كأن الحكومة و المستشارين يريدون أن يعاقبوا النشامى في قراهم على ذنب لم يرتكبوه. تريد الحكومة أن توقف مكرمة هاشمية منذ أيام الملك الباني طيب الله ثراه لتدق إسفين جديد بموضوع الوحدة الوطنية عندما تفرق بين أبناء القرى و بين أبناء المخيمات فتحرم الأولى و تبقي على الثانية.

و لا أدري إن كان المستشارون و من ورائهم الحكومة يتابعون مسلسلا رمضانيا اسمه (عمر بن الخطاب) استذكروا معه موضوع المؤلفة قلوبهم حين حرمهم الفاروق من حصتهم بالغنائم ليجيبهم بعد أن سألوه قائلين "أتحرمنا يا عمر مما أعطانا الله و رسوله" فيجيبهم "لقد أعطاكم الله و رسوله حينما كان الإسلام بحاجتكم أما و قد أعز الله الإسلام فلا غنائم لكم"، فاستذكرت حكومتنا النشامى الأردنيون لتطبق عليهم ما طبقه عمر على المؤلفة قلوبهم.

و عودة على الموضوع، هل أبناء القرى في هذه الأيام أصبحوا من المؤلفة قلوبهم الذين يتوجب حرمانهم من المكرمة الملكية و خيرات وطنهم؟! هل أبناء القرى خرجوا على الوطن أو على الوحدة الوطنية حتى يحرموا من مكرمة قائد الوطن؟! و هل الوضع الاقتصادي و المادي عند أبناء القرى و الأرياف قد تحسن في هذه الأيام لتقطع عنهم المكرمات؟!

و خلاصة القول أن الحرمان المقصود ولفئة معينة من الأردنيين من مكرمة المغفور له الحسين المعظم و طويل العمر عبدالله الثاني هي حلقة من حلقات التآمر على الدولة الأردنية كيانا و نظاما و شعبا. مثلما هي جريمة يجب أن يعاقب مرتكبوها اليوم قبل الغد.

حمى الله الأردن و الأردنيين و إن غدا لناظره قريب.