الطراونة يكتب: مرابطو ومرابطات الأقصى في مواجهة المتغطرسين المأفونين
جفرا نيوز - د. اخليف الطراونة
شاهدنا معاً: العالم الحرّ ودعاة الإنسانية بقيمها ومبادئها العظيمة، شاهدنا بألم وغضب واستنكار، تلك الصورة العنصرية البشعة للغزاة المحتلين وعصابات مستوطنيهم الأشرار، ومنتهكي الحرمات والمقدسات، وهم يدنسون بآلة قتلهم الهمجية البربرية قبلة المسلمين الأولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، يفرغون غضبهم وحقدهم العنصري على المصلين المرابطين في الأقصى المبارك، حماه الله من شرهم وكيدهم.
هم يصرون على القتل والتنكيل والإجرام، والمرابطون يصرون على الذود عن مقدساتهم بكل ما أوتوا من قوة وإيمان في صدورهم أن المسجد لهم، وأن بيت المقدس لهم لا تقبل القسمة لا الزمانية ولا المكانية بيننا وبينهم. هم مرتجفون خائفون تتبدى على ملامحهم علامات الجبن والقلق. والمرابطون والمرابطات يتصدون لهم بشجاعة وبطولة وبنفوس ظمأى للشهادة.
هم يحملون الخيبة والانكسار وأهلنا يملأ نفوسهم العزم والثقة بالانتصار.
هم ينطلقون من عقلية مأفونة مأزومة والمرابطون والمرابطات يملكون إرادة الأمل والصمود.
هم يتخذون من تزوير التاريخ نهجاً من أجل تهويد القدس وسلب الأرض. مستغلين زمناً عربياً سادت فيه الفرقة والتناحر، وغاب فيه الضمير الإنساني عن نصرة المظلوم وردع المعتدي ووقف تعدياته، وكشف زيف ادعاءاته.
أيها المرابطون والمرابطات أنتم من تدافعون عما تبقى لنا من كرامة في هذا الزمان الصعب، تسطرون أروع الأمثلة في الذود عن حياض القدس ودرتها المسجد الأقصى وعن عروبتها وإسلاميتها، رغم جراحكم النازفة من جسدكم المثقل بما أصابكم من مصيبة في سبيل الله، فما استكنتم وما حلّ بكم الوهن والضعف، لتنسجوا لنا ولأمة أرادت أن تأخذ مكانها في مقاعد المتفرجين، قصة الدفاع عن المسجد الأقصى. لتؤكدوا حديث نبينا العربي الهاشمي الأمين، أنكم الطائفة من أمته عليه السلام التي لا تزال على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين.
فلله دركم أيها المرابطون والمرابطات من أين تأتون بهذه الشجاعة والعزم والإصرار على مواجهة أشرس المتغطرسين وأعتا المجرمين والقتلة والمأفونين وسراق الأرض. تعلموننا كل يوم أن الصمت خذلان، وأن الحياة موقف عز وكرامة. صائمين مكبرين مهللين: فتياناً؛ وشباباً؛ وكهولاً، هاتفين أن القدس عربية إسلامية، كانت وستبقى ما بقي مسلم حُرّ على وجه البسيطة.
طوبى لكم أيها المظلومون الباقون في أرضهم كشجرة الزيتون وكجبل الطور. فنحن في عمان- شقيقة الروح للقدس والأقرب إليها: عشقاً وافتداءً وتضحية، وسائر مدن وقرى وبوادي الوطن، نتألم حين يشتد بكم وبمدينة الأنبياء الكرب، ويتعاظم الخطب، نمسح حرَ دمعكم ونطفئ نار عذاباتكم.
إننا أقرب ما نكون اليوم، ورغم الظلماء الحالكة، إلى رؤية راية العروبة والإسلام شامخة خفاقة، بإذن الله، فوق مساجد وكنائس القدس: «إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا».