لماذا تتكرر اقتحامات المسجد الأقصى في رمضان ؟

جفرا نيوز - تكررت اقتحامات واعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي والمتطرفين واليمنيين خلال السنوات الأخيرة للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك مما أصبح سيناريو متكرر ومستفز لملايين المسلمين فلماذا يخشى الاحتلال هذا الشهر؟.

وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية السابق الدكتور عبد الناصر ابو البصل اعتبر في تصريح تصريح صحفي ، ان تكرار اقتحامات قوات الاحتلال والمتطرفين للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك حدثت خلال السنوات الأخيرة، لأن التقويم والتاريخ العبري لا يتوافق مع الهجري الذي يعتمد بالمناسبات الإسلامية والأشهر كرمضان.

وأضاف أن هناك تقاطعاً ما بين موسم شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، ولذلك سنجد خلال عدة سنوات سيكون متقاطعاً ايضا مع الشهر الفضيل، موضحا انه منذ 2021 لغاية 2023 كان هناك تقاطع بينهما في الأوقات.

واعتبر ابو البصل ان أعيادهم اليهودية تأخذ عدة أيام للتحضير لها، خصوصا في ظل وجود تيارات علمانية ودينية متطرفة تتصارع وتتصاعد، فيكون هناك اقتحامات للمسجد الأقصى بمزاعم مختلفة، كما لا ننسى ان المتطرفين والمتشددين في المجتمع اليهودي يوجهون الدعوات للاقتحام، والقيام بعباداتهم وقرابينهم، كنوع من الدعايات الانتخابية، لكسب التأييد والأصوات في حكوماتهم، مما يزيد اختلاط المسألة السياسية مع الدينية حجم الاعتداءات.

وعن انعكاسات هذه الاقتحامات، رأى ابو البصل أنها تؤدي الى زيادة الضغط على دائرة الأوقاف الإسلامية، وعلى الوصاية الهاشمية التي يضطلع بها الأردن نيابة عن اكثر من مليار مسلم، خاصة بالظروف الحالية التي يقف بها العالم الإسلامي متفرجاً، مكتفيا بالتنديد دون الوقوف الى جانب الأوقاف الأردنية والمقدسية، التي يقوم بها على ارض الواقع بمواجهة الاقتحامات، مع المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى.

وشدد على ان الخطر الأكبر من هذه الاقتحامات، يكمن في تغيير الوضع التاريخي القائم، الذي وجد منذ سنوات عديدة، والذي يرافقه بالواقع تغيير للرواية الإسلامية والعربية الموجودة، وثم فرض التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى والمنطقة الوقفية الإسلامية، والتي هي ملك للمسلمين، لا يشاركهم بها غيرهم على المساحة التي تصل الى 144 دونم و 100 متر.

ولفت الى ان هذا التغيير يؤدي الى نقض المسألة التاريخية، ومضايقة المسلمين والمقدسيين، وهم طليعة العالم الإسلامي في موضوع المسجد الأقصى والرباط فيه، كما سيؤدي الى خلق صراع دائم يزيد من الصراع الحالي الموجود، خاصة ان المسألة دينية لا تقبل المساومة.

وركز ابو البصل على ان لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني قبل ايام بحضور الرئيس الفلسطيني، تعطي رسالة للسلطة القائمة على الاحتلال بأن الأردن شعباً وقيادة يقفون مع الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، والوقوف الى جانبهم ضد هذه الضغوطات والمضايقات والاقتحامات المتكررة.

ونبه الى ان على الأمة الإسلامية والدول العربية واجب بدعم المقدسيين والوقوف مع الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، وكسر عزلة المسجد الأقصى عن العالم الإسلامي، حيث ان الأردن دعا مراراً لذلك، واتخاذ قرارات ليكون هناك ملء للمكان وعدم ترك المقدسيين وحدهم، يواجهون الاقتحامات، لاسيما انها ليست فقط خلال شهر رمضان، بل أصبح وجودهم رباطاً وجهاداً قوياً، كونهم يواجهون احتياجات كثيرة ومتعددة، وقرارات ظالمة، وهم بحاجة للدعم والمساندة.

ودعا أبو البصل لفتح باب الزيارة للمسجد الأقصى والقدس، ليقوم العرب والمسلمون بدعم اقتصاد وحياة وعبادات ومقدسات الفلسطينيين.

الرأي