وبالوالدين إحسانا " آباء وأمهات يواجهون فلذات أكبادهم بالمحاكم لاجل 30 دينارا نفقة !


حفرا نيوز- عصام مبيضين
هل خرج الناس من عباءة براءتهم، التي عرفوا فيها، طويلا، وأصبحت الظروف الاقتصادية ضاغطة، مع انتشار التوتر والعصبية والضغوط المعيشية.

أباء وأمهات يواجهون فلذات أكبادهم، في ردهات المحاكم وأمهات، وكبار السن أصبحوا في غياهب النسيان في دور المسنين والاخطر ، ان  هذه الأخبار أصبحت متداولة يوميا، وأصبحت تنتشر بشكل كبير في المجالس العامة، والأهم الارتفاع الملحوظ لهذه الظاهرة خلال الأعوام السابقة.

حيث أظهرت أرقام دعاوى النفقة، في المحاكم التي صدرت قبل أيام من دائرة قاضي القضاة ،وجود 521 قضية أغلبها بمحافظة العاصمة 142 ولاحقا الزرقاء 102 والأهم قيمة النفقة  بأحسن الأحوال 78 ،وأقلها 30 دينارا ومتوسط 63 دينار، وذلك  العام الماضي.   
(جدول مرفق)

يأتي ذلك والظاهرة بارتفاع  تصاعدي وبمقارنة العام الحالي  مع أرقام العام الماضي 2021 فأن أعداد القضايا التي ترفع من قبل آباء وأمهات على أبنائهم وفق الأرقام الرسمية، الصادرة عن دائرة قاضي القضاة، وصلت الأرقام إلى (475) قضية نفقة وقضايا الحجر من أجل الميراث وأغلبها من أبناء نحو ابائهم وغيرها وصلت 4172  .

فهل ادت الضائقة الاقتصادية التي يعيشها المواطن، الى ارتفاع ارقام الحجر النفقة من اباء وامهات  وهم  اصبحوا لا يستطيعون، ان يوفرون متطلبات الحياة، حتى لأبنائهم وعائلاتهم،وهناك قصص تنتشر خارج ردهات المحاكم خارج فلسفة الارقام الصاعقة، حيث  يقول عدد من مسؤولي دور العجزة، إن مؤسستهم آوت عددا كبيرا من المسنات والمسنين، بعدما تخلى عنهم أبناؤهم عمدا في البداية، كانوا يزورونهم من حين إلى آخر، قبل أن يختفوا تماما، ويتوقفوا حتى عن الاتصال بهم
 
 وسط ذلك فان الاخطر ان هذه العادات دخيلة علينا من قضايا النفقة والحجر على المجتمع،، . اباء وامهات يواجهون فلذات اكبادهم في ردهات المحاكم، وسط  التدهور الخطير في المستوى الاجتماعي والقيمي،والتي تأتي الينا، مع قلة الوازع الديني في مجتمعنا، والاخطر، اضافة الى ارتفاع في عدد بيوت العجزة.

على العموم " قساوة القلب باتت سمة  لدى البعض من الأبناء حيال آبائهم وأمهاتهم، بحجة الوضع المادي الذي لا يسمح لهم بالتكفل بأحد الوالدين أو بهما معا ،علما أن" القرآن الكريم اعتبر أن قول أف للوالدين عقوق، فكيف بمن يذهب بوالده أو والدته إلى مؤسسة ترعى العجزة؟ والمشكلة الأكبر أن بعض الأبناء يرمون والديهما، في دور العجزة ويختفون وهذا يعتبر انكارا للجميل من التربية والتعليم ونتيجة ضعف الايمان لدى الابناء

 وباستطراد فانه ورغم قسوة الطروف الاقتصادية ، ووجود  اسباب خفية وراء انتشار مثل هذه القضايا، غير ان  الاسباب التي اسلفنا ذكرها، مثل وجود من يزاحم الاباء في النفقة كالاهتمام بالزوجه والاولاد وجهل الابناء ببر الوالدين الذي يعتبر واجب عليهم، ورضاهم هو من  ابواب الجنة ولا يعرف الابن قيمة والدية حتى يقارفهم،  
 
 في النهاية هذه الظاهرة وغيرها  وكل هذا يعنى أن المجتمع يجلس فوق بركان من الأمراض والأزمات الاجتماعية، والظواهر الغريبة  ،في الوقت الذي تصدر إشارات تحذر من خطورة ما هو قادم مع استفحال ألازمة الاقتصادية في ظل انهيار الطبقة الوسطى وارتفاع ارقام والفقر والبطالة

 خاصة إذا دمجنا الموضوع مع أرقام الإحصائيات من طلاق ونفقات التي أظهرت وجود تراجع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتحولات بنيوية في النظام الأسري الأردني، نتيجة قضايا نفقة الاباء والحجر عليهم معدلات الزواج والمواليد، وارتفاع أعداد الوفيات وحالات الطلاق وأعداد جرائم القتل.

ليطرح السؤال الصعب ماذا أصاب المجتمع الاردني الذي كان يوما مسالما وطيبا ورحيما وهادئا وما سبب كل هذا العنف والتوتر الذي كشر عن أنيابه.