ميسي ورونالدو.. إلى مونديال 2026

جفرا نيوز - كتب المعلق الرياضي - حفيظ دراجي 

عاد الحديث عن ثنائية ميسي ورونالدو في الأوساط الإعلامية والجماهيرية العالمية، بعودة المنتخبات إلى أجواء المنافسات خلال فترة التوقف الدولي الماضية، وعودة النجمين إلى ممارسة هوايتهما في تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام، خاصة مع تأكد نيتهما في الاستمرار دولياً مع منتخبيهما للوصول لمونديال 2026.

فقد تجاوز كل منهما 800 مباراة مع الأندية والمنتخبات، بلغ فيه رونالدو 122 هدفاً مع المنتخب بعد تسجيله لرباعية ضد ليشنشتاين واللكسومبورغ.

بينما بلغ ميسي 102 هدف مع الأرجنتين، بعد هدفه أمام "باناما" في مباراة ودية، مما ينذر باستمرار القطبية الثنائية لسنوات أخرى، قد تصل إلى مونديال 2026، الذي تنظمه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يسعى فيه ميسي للفوز بالكأس الثانية، ويحاول فيها رونالدو التتويج باللقب العالمي الذي ينقص سجله.

قبل ذلك سيكون الثنائي على موعد مع بطولتين قاريتين سنة 2024 مع نهائيات يورو ألمانيا بالنسبة لرونالدو، وبطولة كوبا أمريكا، التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة لميسي، وعليهما يتوقف مصير مشوار كل لاعب ومدى قدرتهما على بلوغ مونديال 2026 الذي سيكون دون أدنى شك آخر موعد للأسطورتين إذا كانت الحالة البدنية والصحية على ما يرام.

لذلك سيكون اليورو وكوبا أمريكا محطتين مفصليتين لهما، يتمدد أثرهما مع حالة الترقب والغموض والصراع لتحطيم الرقم القياسي في عدد المشاركات الدولية، والرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة دولياً، ناهيك عن السعي لتحقيق اللقب القاري الثاني لكليهما أو أحدهما بعد تتويج ميسي في البرازيل السنة الماضية، وقبله تتويج رونالدو في فرنسا سنة 2016.

ميسي ومونديال 2026
التقديرات تتوقع أن يكون ميسي الأقرب للاستمرار مع منتخب بلاده بحكم سنه، الذي لم يتعدّ الخامس والثلاثين، ووضعه في التشكيلة التي تلعب لصالحه كل مرة في منظومة لعب تعتمد عليه بقيادة مدرب يعتمد بشكل كبير على نجمه فوق الميدان في غرف الملابس؛ حيث يسعى للحفاظ على تاجه القاري الذي فاز به في البرازيل، ثم الدفاع عن لقبه العالمي سنة 2026 بدون تلك الضغوطات التي كان يلعب بها كل مرة قبل أن يتوج بطلاً للعالم في قطر، خاصة إذا واصل اللعب في المستوى العالي أوروبياً، سواء مع "البياسجي" أو عاد إلى "البرسا".

لكن في حالة انتقاله إلى الدوري الأمريكي أو السعودي، فإن الأمور تكون مختلفة على لاعب لا يجري كثيراً من دون كرة، لكنه قادر على صناعة الفارق بالكرة في أي لحظة بحكم مهاراته التي لم تتأثر مع تقدمه في السن.

رونالدو ومونديال 2026
أما وضعية رونالدو، فتبدو مختلفة نسبياً، لأن المنتخب البرتغالي المدجج بالنجوم لم يعد يلعب لـ"رونالدو" الذي كان احتياطياً في أغلب مبارياته في المونديال الأخير، كما أن سنه، الذي يقارب الأربعين، قد يحول دون الحفاظ على لياقته التي تتأثر نسبياً في حالة انتقاله إلى الدوري السعودي الذي سيجد في الكثير من مبارياته سهولة لا يجدها أوروبياً وعالمياً مع منتخب بلاده في المواعيد الكبرى.

لكن مغادرة المدرب "سانتوس" للمنتخب البرتغالي، وتعويضه بالبلجيكي "روبيرتو مارتينيز"، قد يشكل حافزاً جديداً للاعب بعد أن أبدى مدربه الجديد نوايا واضحة في الاعتماد على "رونالدو" خلال الفترة المقبلة، رغم توفر الفريق على فرديات متميزة، يعتبرها البعض قادرة على تحقيق اللقب العالمي دون رونالدو، أو على الأقل دون الاعتماد عليه بمفرده من الناحية الفنية والتكتيكية، مثلما هو الحال مع ميسي في الأرجنتين.

الأكيد أن اللاعبين يريدان الاستمرار إلى مونديال 2026، و"روبيرتو مارتينيز وليونيل سكالوني" لن يمانعا، والجماهير ستستمر بدورها في تشجيعهما ومقارنتهما ببعضهما البعض، والإثارة ستتواصل حتى ولو عن بُعد، بشكل أقل مما كانت عليه عندما كان الثنائي ينشط في "البرسا والريال"، لكن بنفس المقاربة الجماهيرية والإعلامية التي فاقت العقدين من الزمن بكل التفاصيل والجزئيات والأرقام والتتويجات مع الأندية والمنتخبات في كل المسابقات والمناسبات، لتستمر معها حكاية جميلة كنا من المحظوظين بمعايشتها، لأنها قد لا تتكرر في هذا الزمن الذي يبدو أنه يخبئ روائع أخرى سنعيشها في كوبا أمريكا واليورو سنة 2024 وكأس العالم في 2026 بشغف كبير في كل الأوساط في الأرجنتين والبرتغال وكل بلدان العالم.

14 شهراً تفصلنا عن يورو وكوبا أمريكا 2024، وثلاثة مواسم أخرى تفصلنا عن مونديال 2026، ستمر علينا بسرعة دون شك، لكن هل تنقضي بنفس السرعة والريتم على ميسي ورونالدو؟