داودية يكتب : أسبوع الفصح اليهودي يبدأ اليوم

جفرا نيوز - بقلم محمد داودية

يبدأ عيد الفصح اليهودي (العبور) من مساء اليوم الأربعاء 5 نيسان، إلى مساء الخميس القادم 13 نيسان.

هذا العيد اليهودي هو أخطر المناسبات التي يحشد فيها المتطرفون اليهود لاستهداف المسجد الأقصى، طيلة أيامه التي تمتد أسبوعاً، برعاية وتحريض رسمي محموم، يشمل الحكومة والجيش والشرطة والكنيست والأحزاب والإعلام.

الصراع على القدس مستمر وممتد منذ آلاف السنين وإلى آلاف السنين القادمة، لن يتوقف هذا الصراع الدامي أبداً، وهو صراعٌ جعلته الصهيونية صراعاً دينياً، ونجحت في حصره بين المسلمين واليهود، رغم ان المقدسات المهددة بالتدمير وتغيير وجهها وتاريخها وحقيقتها هي مقدسات إسلامية مسيحية.

يُنشِد اليهودي منذ آلاف السنين، في كل أماكن وجوده، في أميركا وأستراليا وكندا وموزامبيق والهند وبولندا وتشيلي وجنوب أفريقيا وغيرها، نشيداً فجائعياً «لَطْمِيّاً» موحداً بكل لغاتهم هو: «شُلّت يميني إن نسيتك يا أورشليم» !!.

وأمّا عندنا، فإن القدس لها المكانة السامية المقدسة التي لا تدانى، باعتبارها أرض مسرى ومعراج نبينا الحبيب.

ستظل بلادُنا فلسطين وكل المنطقة مختطفة، تزيد أمدها، كارثةُ الانقسام الفلسطيني وفاجعتُه المدمرة، وتدحر فرص إحلال السلام فيها، المساوماتُ والصفقاتُ بين القوى الحزبية والنيابية الإسرائيلية، التي جنحت بالكامل إلى اليمين المتطرف، الذي يواصل الاستيطان وتهويد القدس وتأبيد الاحتلال و»تديين» الدولة، التي أعلنها بن غوريون في بيان الإشهار سنة 1948 دولة علمانية !!.

خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس إلى التدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوُها واحتلالُها 44 مرة، أي أنه تم تحريرها 43 مرة.

ويذود الشعب العربي الفلسطيني بكل عنفوان وبتضحيات جِسام لا تتوقف، ونيابة عن كل فرد في الأمة العربية، عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وعن أرض الآباء والأجداد.

وقد ذاد جيشنا الأردني العربي عن القدس وفلسطين ببسالة منقطعة النظير، وقدم تضحيات بلغت 20% من عديده البالغ 5000 جندي عام 1948.

نحن مقبلون على أسبوع صعب هائل القسوة على إخواننا الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى وحشية المستوطنين المتزايدة، المرتبطة ارتباطاً طردياً باستمرار الانقسام الفلسطيني المريب المشين، وباستمرار التغاضي الغربي الرسمي عن جرائم إسرائيل الوحشية، الذي يمكنها من الافلات من الحساب والعقاب.

يقدر الأشقاء الفلسطينيون الوصاية الهاشمية وما يبذله الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، دفاعا عن القدس والمقدسات فيها.
ويا نار كوني برداً وسلاماً على الشقيق الفلسطيني الأصيل الأثيل.