في زحمة اليأس، تاه الجميع

جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

 كل شيء مكانه، وكل قضية على حالها منذ زمن بعيد وأما الملفات فهي كما هي مغلقة، مكومة فوق بعضها، تم ركنها في زاوية بعيدة، تغطيها الغبار، لا يوجد من يزيل عنها غبرتها، او يفتح صفحاتها ويقلب اوراقها، ويقرأ أسرارها، وما تخفيه بين سطورها.

فالكل يرفع شعار «وانا مالي»، طالبا برفع الاكوام من طريقه ووضعها فوق الرفوف لحين ما يأتي وقتها، او يسمح له الوقت لقراءتها ومراجعتها.

وكأن كل واحد يعمل في جزيرة منفصلة عن الأخرى، كل همهم افشال من سبقهم وتحميلهم كل الاخطاء وأنهم سبب ما نحن فيه الآن، لينسفوا كل ما حققوه وانجزوه.

كثيرة هي الخطط ، ومثلها او ازيد هي الوعود، لو تحقق بعضها او قليل منها، لكان وضعنا أفضل، ولكنا في مكان غير هذا ، يغلفه الدفء الذي يقينا من لسعة البرد وعتمة المكان وظلمته، تضيء جوانبه إنجازات وينير دربه مستقبل خال من الخوف وعدم اليقين.

وكأنها تعويذة حطت علينا ومنعت تقدمنا وسيرنا الى الامام، او حالة من الدوار فرضت علينا.ولا نرى الا نفس المكان والجدران نفسها، نهرب من الجدار الى الجدار ومن المكان الى المكان، يلاحقك كظلك أينما ذهبت او حاولت الفرار..
ننتظر مصيرنا المحتوم، دون ان نبذل اي جهد، او نحاول مجرد محاولة للتغيير او البحث عن ضوء اخر نستأنس به وحدتنا وينز ع عنا خوفنا.

وفي زحمة اليأس وسوق الخوف تاه الجميع، فاقدا كل ما بحوزته فوق ما فُقد منه من قبل، لا بل حتى أنه نسي اسمه او من يكون، ولا يعرف اين هو ولا حتى لمن هذا المكان، بعد ان فقد بوصلته.