لماذا حمل أهالي نابلس "سيارة" الراحل الملك الحسين بالخمسينات ؟
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
هي فترة عصيبة عاشها الأردن امتدت فصولها من شهر تشرين الأول من عام 1954 ، حين جرت الإنتخابات النيابية في ذلك الشهر في جوّ من المظاهرات العنيفة التي عمّت مختلف أنحاء الأردن ، وأوقعت العديد من الضحايا والجرحى ، وكان ذلك في عهد الحكومة الحادية عشرة لرئيس الوزراء توفيق أبو الهدى
.
بعد هذه الأحداث المأساوية قدّم أبو الهدى استقالة حكومته ، غير أن الملك حسين عاد وكلّف ابو الهدى بتشكيل حكومته الأخيرة الثانية عشرة والتي استمرت حوالي سبعة أشهر ، واستقالت بتاريخ الثامن والعشرين من شهر أيار عام 1955 ، وبعد حوالي العام وجد أبو الهدى منتحرا في منزله بتاريخ الأول من تموز عام 1956 .
في تلك الفترة كان الحديث يدور حول دخول الأردن في حلف بغداد المرفوض شعبيا ، حيث جرى تكليف سعيد المفتي بتشكيل حكومة جديدة ، ثمّ تبعتها الحكومة الأقصر في تاريخ الأردن والتي استمرت ستة أيام برئاسة هزاع المجالي الذي لم يتمكن من إقناع الناس بأهمية الدخول في حلف بغداد .
ثمّ جاءت حكومة ابراهيم هاشم التي استمرت ثمانية عشر يوما وتبعتها حكومة سمير الرفاعي لمدة ناهزت الأربعة أشهر ، وبعد ذلك حصل الإنفراج في البلاد من خلال تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعيد المفتي ، وفي عهد هذه الوزارة والتي جاءت بعد تعريب الجيش ، وحالة الإرتياح التي سادت بين المواطنين ؛ تم تعيين علي أبو نوار رئيسا لأركان الجيش خلفا لراضي عناب الذي تولّى المنصب بالوكالة خلفا للجنرال البريطاني كلوب باشا .
صدرت الإرادة الملكية بحلّ مجلس النواب ، وهذا القرار لاقى ارتياحا كبيرا لدى الشعب في الضفتين ، حيث زار الملك حسين مدينة نابلس ، حيث حملت الجماهير سيارة الملك من مدخل المدينة حتى مبنى البلدية ، ثمّ حمله المواطنون على الأكتاف وسط الزغاريد والهتاف بحياته .
بعد ما يقارب الشهر ونصف الشهر استقالت حكومة المفتي ، وكلّف الملك ابراهيم هاشم بتشكيل الحكومة في الأول من تموز عام 1956 ، وأشرفت الحكومة على الإنتخابات التي شاركت فيها الأحزاب بصورة فاعلة ، وتمكن الحزب الإشتراكي من تحقيق فوز كاسح ، فاستقالت الحكومة وجرى تكليف رئيس الحزب الوطني الإشتراكي سليمان النابلسي بتشكيل أول وآخر حكومة حزبية في تاريخ البلاد