احتجاجات لفظية غير مؤثرة
جفرا نيوز
حمادة فراعنة
سبق للولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية أن حذرت من مخاطر موافقة حكومة المستعمرة على تشريع بناء مستوطنات على أراضي الضفة الفلسطينية حينما شرعت حكومة نتنياهو لسبعة مستوطنات، وها هي مرة أخرى تحذر من المخاطر التصعيدية لقرار الكنيست بإعادة المستوطنات الأربعة : غانيم، كاديم، حومش، وسانور، سبق إزالتها عام 2005.
فقد تم استدعاء سفير المستعمرة لدى واشنطن ميخائيل هرتسوغ، من قبل نائبة وزير الخارجية الأميركية ويندي تشيرمن وأبلغته وفق البيان الأميركي أن إقرار القانون: «يتناقض بوضوح مع تعهدات حكومة إسرائيل للولايات المتحدة، كما يتعارض مع التعهد بتخفيف حدة التوتر مع الفلسطينيين» قاصدة بذلك توجهات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، وطالبت حكومة المستعمرة بعدم تنفيذ التعديل لقانون الكنيست، وهو ما دعت له أيضاً المجموعة الأوروبية بـ»إلغاء القانون».
لن تستجيب حكومة المستعمرة لمطالب واشنطن والاتحاد الأوروبي لسببين:
أولاً لأن برنامج ومضمون اتفاق الائتلاف لحكومة نتنياهو الرباعية يقوم على أساس التوسع والاستيطان ومواصلة الاحتلال، وتمسكهم: 1- أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، فيعملون على تغيير معالمها باتجاه تهويدها وعبرنتها وأسرلتها، و2- أن الضفة الفلسطينية هي يهودا والسامرة باعتبارها جزءاً من خارطة المستعمرة.
ثانياً نتيجة فهم حكومة المستعمرة وإدراكها، أن احتجاجات واشنطن وأوروبا، مجرد حكي، تمحوه الأيام طالما أنه غير مقرون بإجراءات عملية حسية، تحمل قرارات الإدانة وصولاً إلى فرض العقوبات السياسية والاقتصادية، في محاولة لردع المستعمرة عن سياسة التوسع الاستعماري الاحتلالي، وبدون إجراءات وعقوبات، لن تتوانى المستعمرة وأدواتها في مواصلة التوسع والتهويد الأحادي والاحتلال الاستعماري.
المستعمرات الأربعة تقع في قلب محافظة جنين، محاطة بالقرى الفلسطينية: سيلة الظهر، برقة، جبع، عطارة، قباطية والزبابدة، وتعتدي على أملاك خاصة لأهالي هذه القرى، فماذا هم فاعلون؟؟ هل يرضخون للأمر الواقع؟؟ هل يستسلموا لمصادرة أراضيهم وبعضهم هي مصدر عيشهم وحياتهم، وإن لم تكن كذلك فهي فخر وراثتهم من أجدادهم.
الاحتلال مصدر تدمير لحياة الفلسطينيين، وقادة المستعمرة يفهمون ذلك ويُصرون على جعل أرض الفلسطينيين طاردة لمعيشتهم، ولهذا يمنعون ويُحرضون بعض عرب التطبيع في عدم تقديم المساعدة للفلسطينيين، لأنها أحد عناوين صمودهم.
احتجاج الولايات المتحدة وأوروبا اللفظي، غير العملي، مهما بدا وضيعاً، ضعيفاً، خجلاً، ولكنه تعبير عن مدى الاستفزاز والتطرف الإسرائيلي الذي لا تستطيع عواصم الغرب التي سبق لها وصنعت المستعمرة، أن تتعامى عما تفعله بحق الشعب العربي الفلسطيني ولو إلى حين.