إخرس..وسد حلقك يا عقيل!..
جفرا نيوز/ بقلم: البدوي الملثم
.."اعترف ولا تكذب يا عقيل وسوف نساعدك"؟.. هكذا قال المحقق لـ"عقيل" الذي رد بسخرية هامسة، واشية .. وبهدوء عميق، مؤثر: انني يا سيدي الضابط، لم اكن في يوما من الايام، مثل الدكتور خالد الكركي رئيسا لرابطة الكتاب، ولم اقل في مؤتمر صحفي، في زمن الاحكام العرفية، انني لا اخاف "الاغتيال" او "الاعتقال!" ورغم ذلك وغيره، اصبح الان مسؤولا هاما جدا في الدولة الاردنية!..
اضاف "عقيل" انا لم اجلس في المحاكم بتهمة "اطالة اللسان" وعقد اجتماعات سرية،!..ولم اشارك في اي مسيرة اصلاحية على امتداد اكثر من 4000 مسيرة شهدها الاردن العام الماضي والحالي!..ورغم ذلك نشاهد وزراء بالحكومة كانوا من المعارضة يشاركون يوميا بالمسيرات الغاضبة.واخرين شتموا وقدحوا وعربدوا والان هم على سدة المسؤرولية الرسمية!
اشار عقيل الى انه لم يكن في اي وقت يعمل في حزب التحرير "المحظور" ولم يمنح الجنسية الاردنية الى "العراقيين" مقابل مبالغ طائلة، ولا رئيسا لوحدة الاستثمار في الضمان الاجتماعي، بعد ان اكتشفوا فساده، عاقبوه بالاحالة على التقاعد! وانه لم يساهم ابدا، في سفر السجين "خالد شاهين"! وليس متورطا في فساد شركة موارد!..ولا قضايا الفساد المثارة الان في الامانة! ولم يتورط في ملف "سكن كريم" الذي تم لفلفة طوابقه..وصرخ ايضا عقيل: ليكون انا شخص يتشمس الان على ضفاف نهر التايمز، مدججا بمليارات نهبها من ترب الجنوب المغلوب على قهره قبل وجعه وصبره!
ولأنه اصبح متأثرا في "ربيع الثورات العربية" قال "عقيل"::: انا لم اكن "باشا" في زمن زفت .. لم اسرق النساء من ازواجهن، ولم افسد الروابط الزوجية، وما حصلت على تسهيلات بنكية، ولم ادنس شرف العسكرية، ولا تطاردني كتائب الضحايا من المظاليم، ولا دعاء الامهات التي كانت تنطلق ضده وتعانق السماء .. والان يسرح ويمرح، يمارس حياته، ويهدد بنشر مذكراته، في "جاسوسية" مطلقة ضد الوطن والاسلام والشرف والمروءة!..بل ويعين قطاريزه في مواقع في هذه الحكومة الرشيدة جدا!
.. بعد ان طفح الكيل، و"عقيل" يقترب من تجاوز الخطوط الحمراء، قال "المحقق" غاضبا:: اخرس وسد حلقك! ..
انت تجيد توظيف الاحداث يا "هامل"!
كلام "المحقق" كان باعثا لما هو كامن اصلا بداخل "عقيل" الذي اجاب بصوت ذي بحة وفحيح سحري، مشوب بالقلق والدهشة .. والاغتراب عن الوطن وقال: باختصار يا "بيك" انا احب الاردن، وقد رقصت له في الاندية الليلية، وعشقته لدرجة التقديس، وانا نادم على ذلك كله، واتمنى ان امارس النزوح الجماعي عن ارضه من باب الانتماء! .. اما تجربتي مع الانتماء الزائد للوطن، فانني اعتبرها تجربة فاشلة، لا اتمناها لاحد!..عندها ارتفع صوت فيروز من مذياع المحقق في رائعة "كتبنا وماكتبنا..ياخسارة ما كتبنا"!..في تلك الاثناء صرخ عقيل: مين اللي طفا الضو!..