الأحزاب أكون أو لا أكون مع تصويب الأوضاع قبل أيار .. ترخيص 12 وأخرى تنشط


جفرا  نيوز – د. محمد أبو بكر

حتى هذه اللحظة تمكّن إثنا عشر حزبا من نيل الترخيص النهائي ، سواء من حيث تصويب أحزاب قائمة ، أو تلك الجديدة ، وهذا مؤشّر طيّب على المرحلة القادمة وما ستحمله من أحزاب جديدة ومتجددة أنهت كافة المتطلبات استعدادا لعمل حزبي سيكون مختلفا تماما عمّا سبق .

وما زال في جعبة الهيئة المستقلة للإنتخابات المزيد من الأحزاب التي تنتظر دورها في حسم أمور منتسبيها وصولا لعقد المؤتمر التأسيسي ، والذي يعتبر الخطوة الأهمّ لانطلاق الحزب السياسي ، حيث سيحاول كل حزب البحث عن موطأ قدم في الحياة السياسية الأردنية .

ويمكن القول بأن حصول تلك الأحزاب على ترخيصها ليس هو النهاية ، بل هو البداية فعلا ، فالتحدّي الاكبر قادم في الطريق ، ولن يكون أمام الأحزاب سوى فترة قصيرة للدخول في هذا التحدّي الكبير والمتمثل بالإنتخابات النيابية ، سواء أجريت هذا العام أو العام المقبل .

لن يكون هناك أيّ دعم مالي للأحزاب دون المشاركة في الإنتخابات ، والنظام المالي الذي صدر مؤخرا أشار إلى أن الدعم المالي مرتبط بالمشاركة في الإنتخابات بمختلف أشكالها ، وبالتالي يجب على الأحزاب أن تعدّ العدّة من اليوم لذلك اليوم المشهود .

القائمة الحزبية واضحة ؛ فهناك 41 مقعدا مخصصة للقائمة الحزبية ، وعلى الحزب او الإئتلاف الحزبي أن يسمّي مرشحين في نصف عدد الدوائر على الأقل ، أي تسع دوائر ، ولا يتحقق الفوز إلّا بتخطّي عتبة 2 ونصف بالمئة من أصوات الناخبين على مستوى المملكة .

وبحسبة بسيطة ؛ لو افترضنا مشاركة مليون ونصف المليون ناخب في الإنتخابات في الحدّ الأدنى  ، فإن على القائمة الحزبية الحصول على 38 ألف صوت على الأقل تؤهلها للوصول إلى المجلس النيابي ، في حين لو حققت هذه القائمة أقل من هذه النسبة ، وتجاوزت حاجز واحد وربع بالمئة ، فإنها ستحصل على عشرين ألف دينار فقط .

المرحلة القادمة هي الأهمّ والتي تحمل في ثناياها الكثير من الضغوطات وربما تحديّات لن تقوى عليها العديد من الأحزاب ، لأن الوصول للمجلس النيابي مطلب لكافة الأحزاب التي تمكّنت من الحصول على الترخيص ، فمجلس النواب سيكون هو ساحة الصراع السياسي ، إذا جاز التعبير ، وهذا يحتّم على كافة الأحزاب أن تشحذ الهمم لما هو قادم ، في الوقت الذي بدأت فيه أحزاب بتكريس وترسيخ أقدامها بصورة لافتة ، فهي تدرك ما تحمله المرحلة المقبلة من تنافس حزبي سيكون هو الأكبر في تاريخ المملكة .

أحزاب المرحلة القادمة حتما ستكون تحت شعار .. إمّا أن أكون أو لا أكون ، وهذا بحدّ ذاته سيحمّل القائمون على الأحزاب مسؤولية كبيرة ، ونحن سننتظر بفارغ الصبر الولوج إلى مرحلة حزبية حقيقية بعيدة عمّا عشناه سابقا وعلى مدى ثلاثة عقود غابت فيه الأحزاب عن كل مشهد ، لا بل وأبدعت في تهميش نفسها بنفسها .