ندوة باليرموك بعنوان "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم"
جفرا نيوز - مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير وشؤون البحث العلمي والجودة الدكتور سامر سمارة فعاليات ندوة "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم" والتي نظمها كرسي الالكسو للدراسات والبحوث التربوية وبالشراكة مع كلية التربية في الجامعة.
وأشار سمارة إلى أهمية عقد هذه الندوة التي تأتي كخطوةٌ جادةٌ تربطُ العلمَ والمعرفةَ والتطورَ التكنولوجي بالمستقبلِ، إيمانًا من الجامعةِ بكلياتِها المتنوعةِ ومراكزِها العلميةِ والتربويةِ في تلبيةِ احتياجاتِ الحاضرِ، وطرحِ نموذجٍ للتفكيرِ حولَ المستقبلِ في عصرِ الرقمنةِ والثورةِ الصناعيةِ الخامسة التي تهدفُ إلى دمجِ الإنسانِ والتكنولوجيا.
وقال لقد آنَ الأوانُ لربطِ التعليمِ بالتكنولوجيا وبناءِ الإنسانِ وإدراجِ تطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعي في النظامِ التربوي، الأمر الذي يلقي على عاتقِ المؤسساتِ التربويةِ والتعليميةِ مسؤولياتٍ عظيمةً، لتطويرِ سياساتِها ومناهجِها وبرامجِها، بما يشكلَ مرتكزًا أساسيًا في بناءِ المستقبلِ المزدهرِ الذي نصبو إليه، لافتا إلى أنه عند الحديثِ عن تطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعي يجبُ التأكيدُ على حقيقةٍ أن التعليم عامل رئيس، فهو القوةُ المحرّكةُ للتطورِ وللتنميةِ بكلِّ أبعادِها ومضامينها ومِفتاحُ الدخولِ إلى عالمٍ أفضل، داعيا إلى ضرورة استشرافِ المستقبلِ ومواجهةِ التطوراتِ الهائلةِ واتخاذ ما يلزم من اجل إعداد أنفسَنا وطلبتَنا ومقرراتِنا الدراسيةَ والعمليةَ التعليميةَ ككل لمواكبةِ هذه التطوراتِ، فالذكاءُ الاصطناعي اليومَ أصبحَ حاجةً ومتطلباً رئيساً، وهو أحدُ مفاتيحَ القرنِ الحادي والعشرين وثرواتِه العلميةِ وكنوزِه المعرفيةِ والتكنولوجية.
بدوره أشار شاغل كرسي الالكسو الدكتور محمد الحوامدة إلى ان الذكاءُ الاصطناعي يمثلُ فرصةً كبيرةً لتحسينِ جودةِ التعليمِ وزيادةِ فعاليتِه وكفاءتِه، وذلك من خلال توفيرِ أدواتٍ وتقنياتٍ تعليميةٍ متطورةٍ وملائمةٍ لمختلفِ الطلبة والمستوياتِ التعليمية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامُ التقنياتِ الذكيةِ لتحسين تجربةِ التعلمِ الشخصيةِ لكل طالبٍ، من خلال توفيرِ محتوى تعليمي ملائمٍ لمستواه وسرعةِ تعلمِه ونمط ِتفكيره، مؤكدا على ضرورة أن يتمَ استخدامُ الذكاءِ الاصطناعي بطريقةٍ مسؤولةٍ ومتوازنة، من خلال توجيههِ نحو تحسين عمليةِ التعلمِ وتطويرِ مهاراتِ الطلابِ، وتجنبِ استخدامِه في التحكمِ أو التلاعبِ بالطلبة.
وأضاف أنه على المدرسين والقادة التعليميين أن يتلقوا التدريب اللازم لفهمِ كيفيةِ استخدامِ التقنياتِ التعليميةِ بشكلٍ فعالٍ وآمن، وضمانِ عدم إهمالِ العواملِ الإنسانيةِ والتفاعليةِ الحيويةِ في عمليةِ التعلمِ والتدريس.
وتحدث خلال الندوة التي أدارها الدكتور علاء المخزومي من كلية التربية، كلا من المهندس منيب طاشمان مدير إدارة مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات، والدكتور عدي الطويسي مدير مركز التعلم الالكتروني في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا.
وأوضح طاشمان خلال الندوة إلى أن الذكاء الاصطناعي هو القدرة على التعلم والاستنتاج، وهو فرع من فروع علم الحاسوب الذي يجعل الالات تفكر مثل العقل البشري، أو سلوك له خصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تحاكي القدرات الذهنية للبشر مثل التصنيف، وتحديد القوانين، والتوقعات، وإجراء التجارب والتوقعات بهدف تسهل الحياة على الافراد، لافتا إلى أن الذكاء الاصطناعي هو مساعد للعقل البشري ولا يمكن ان يحل مكانه بشكل مطلق.
وأشار إلى ان الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولا غير مسبوق في قطاع التعليم، حيث من المتوقع أن تنتقل الفصول الدراسية من الاطار التقليدي في التعليم، إلى استخدام مزيج من الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي حسب الحاجة، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مساعدة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي تطوير المناهج، وتحديث المساقات التدريسية بما يتناسب مع احتياجات الطلبة ومستواهم، مستعرضا معيقات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم وسلبياته والاجراءات التنظيمية والمادية، والفنية، والواجب اتخاذها قبل واثناء استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.
من جانبه أوضح الطويسي الفرق بين التعليم المدمج الذي يكون باستخدام التعلم الالكتروني والوجاهي بشكل غير متزامن، والتعليم الهجين الذي يستخدم التعليم الوجاهي والالكتروني والتقني في الوقت ذاته، مشيرا إلى أهمية تقدير عملية، التعليم والتعلم مع المحافظة على النزاهة الاكاديمية وضبط السلوكات التعليمية، مشيرا إلى ان التطورات التكنولوجية فرصة يجب الاستفادة منها وتوظيفها في عمليات التعليم، والعمل من اجل تجاوز التحديات التي تؤثر في فعالية التعليم وجودته.
واستعرض الطويسي كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومجالات توظيفه من اجل تطوير وتحديث المنظومة التعليمية بكافة مراحلها.
وفي نهاية الندوة التي حضرها عميد كلية التربية الدكتور أحمد الشريفين، وعميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور أيمن حمودة، وعميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة، وعميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب الدكتور قاسم ردايدة،
وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة والطلبة، دار حوار موسع أجاب من خلاله المتحدثون على أسئلة واستفسارات الحضور حول القضايا المتعلقة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات التعليم والتعلم.