طال الانتظار
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
منذ سنوات والأردنيون في حالة انتظار يقفون في محطات متعددة واماكن مختلفة، أملا بأن تصل عربة القطار وتقلهم الى غايتهم، الا انها لم تصل بعد .
علها تعطلت في مكان ما، او توقفت لظرف لا يعلمه غير الله، فهناك تفسيرات وتحليلات كثيرة يتناقلها الناس.
اسباب كثيرة يسوقها الناس واشاعات عديدة وأحاديث كثيرة يتناقلونها فيما بينهم ويتسلون بها لإضاعة وقتهم، بعد ان ملوا الانتظار الذي طالت مدته، وتعبت اجسادهم من الوقوف.
ينتظرون اي خبر يأتي من مكان الانطلاق يقنعون أنفسهم به، ويساعدهم على الصبر، حتى ولو كان بعيدا عن الحقيقية، فما ان تأتي معلومة عن قرب الانطلاق وان الوصول وشيك، سرعان ما يأتي امر اخر ينفيه لتعود القصة وتبدأ معها نفس الأحاديث.
الخوف يتملكهم، ويسكن في جوارحهم، بعد ان ضاقت عليهم الامور، واصبحوا ينتظرون فتات خبر، او أمرا بسيطا، أو حكاية حتى ولو كانت وهمية ليعودوا بها إلى بيوتهم ويسردوها الى ابنائهم بعد ان يفصلوها ويهدبوها لتصبح مناسبة للظروف و على مقاسهم، يكظمون غيظهم ويخفون غضبهم الجاثم على صدورهم، الذي يكاد ان يقتلهم من شدته ومرارته .
هذا هو حال الاردنيين الذين يعيشون في حياة غاية بالصعوبة في كل شيء، ليس الاقتصادي والحال المعيشي فقط الذي لا يخفى على أحد، فهو يتحدث عن نفسه بنفسه والشواهد كثيرة وعديدة .
فالحياة الاجتماعية اصبحت مفككة وأقرب الى الانهيار بعد ان تلاشت العديد من مفاهيمها قسرا، وغدونا نسمع أحداثا وقصصا لم نكن لنصدقها في القصص والروايات لنعيشها واقعا حيا بيننا وامامنا، دون استغراب او استهجان .
فالحياة عند الناس وقيمتها اصبحت دفترية، اي حبرا على ورق، يلجؤون إليها ويقلبون صفحاتها من اجل التسلية واضاعة الوقت والهروب من الواقع بعد ان فقدت قيمتها السوقية والحقيقية.
سرعان ما يعودون الى قصة القطار من جديد الذي لم يصل بعد لنتساءل هل سيصل ام سنمضي عمرنا وينتهي أجلنا في محطة الانتظار.