السيليكون فالي هي منطقة شركات التكنولوجيا الناشئة والتي تنتج يومياً اختراعات جديدة يملكها اغلب الأحيان طلاب وشباب متفوقون من جامعة ستانفورد ولديهم أفكار جديدة تلهمهم اختراعات جديدة وتوفر لهم الحكومة الامريكية كل سبل الراحة والدعم وهذه المنطقة موقع لشركات تكنولوجيا المعلومات مثل HPوشركة IBM وهي تقدم ايضاً اختراعات عسكرية للجيش الأمريكي وتعتبر منجم ذهب لأمريكيا.

البنك الرئيسي لتمويل هذه الشركات هو بنك سيليكون فالي CVB والذي تأسس عام 1983 ويعتبر من أكبر 20 بنكاً امريكياً وفروعه قليلة ففي أمريكيا له 17 فرع وفي الخارج له فروع في الصين بريطانيا المانيا السويد والهند ويبلغ رأسماله 209 مليار دولار وقيمة الودائع لديه 174 مليار دولار. ملاك هذا البنك هي شركات معروفة مثل شركة أبل وقوقل وتسيشكو وجامعة ستانفورد ومن زبائنه الكبار ادوبه وقوقل وتسيشكو واي بي انتل ولينكد ان وفيتا وزوم ويعمل بهذا البنك 8500 موظف.

هذا البنك واجه الأسبوع الماضي مشكلة كبيرة أدت الى انخفاض أسهمه 60% مما أدى الى افلاسه واغلاقه وذلك لان قيمة الفوائد التي يدفعها البنك للمودعين أصبحت اعلى من قيمة الفوائد التي يحصل عليها من المقترضين ومن استثماراته في السندات الحكومية والبورصة وحاول تجاوز الإفلاس عن طريق طرحه أسهم بقيمة 2,5 مليار دولار في البورصة لم تباع وفشلت محاولاته لإيجاد مستثمر استراتيجي او بيع البنك بالكامل وكذلك لم يحصل على دعم حكومي لإنقاذه. وقد قام مودعون كبار بسحب 45 مليار دولار خلال أيام قليلة مما ادخل البنك في مشكلة سيوله بنكية منعته من تسديد التزاماته.

وقد صرحت وزيرة المالية الامريكية جانيت يلن ومحافظ البنك المركزي جيروم باول وهيئة حماية الودائع FDIC بانه سيتم حماية أموال المودعين كاملة كما قام الرئيس الأمريكي جو بايدين في مؤتمر صحفي بتهدأت الوضع بالتزام الحكومة الفيدرالية بدفع الودائع ودعا بتجنب حالة الذعر وسحب الأموال من بنوك أخرى وقد وعد بمحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع ووعد في تعزيز اللوائح المصرفية وعدم تحميل دافعي الضرائب أعباء هذا الإخفاق وباللغة البسيطة ستقوم الحكومة الامريكية بضخ مليارات من الأموال في السوق بعد طباعتها لا تكون مدعومة بالذهب.

فالقانون الأمريكي لا يحمي عادة الا 250 ألف دولار لكل حساب وهذا غير ممكن لان ودائع الشركات الكبرى تتعدى عشرات الملايين.

ولكن قبل يومين أفلس بنك سيلفرقيت وتم اغلاق بنك سيغنيتشر SignatureBank الذي يتعامل بالعملة الرقمية. وفي لندن قام بنك HSBC السويسري بالاستحواذ على فرع بنك CVB بقيمة جنيه إسترليني واحد فقط وذلك من اجل محاولة إنقاذه.

ان انهيار بعض البنوك الامريكية له تبعات اقتصادية كبيرة ليس على أمريكيا فقط بل على العالم باسره فبالرغم من الخبرة المكتسبة عام 2008 عند انهيار بنك ليمانبراذرز وبنوك أخرى ووضع قيود كبيرة على البنوك الا ان حكومة رونالد ترامبقد الغت بعض البنود من هذه القوانين مثل التأمينات على البنوك التي يبلغ قيمة ودائعها اكثر من 100 مليار دولار لعدم حجز أموال تأمينية بل ضخها في السوق لانعاش الاقتصاد، ولكن التخوفات الأكبر هو انهيار البورصات العالمية والتي أغلقت بالأمس جميعها بخسائر 5-15% .

الازمات المالية العالمية منذ عام 1929 يكون مصدرها البنوك الامريكية وذلك لتجاهل المخاطر من قبلها واللهاث خلف أرباح كبيرة وسريعة وعدم التركيز على الاستثمارات الاستراتيجية.