عندما قال الملك الحسين للريماوي "إشرب قهوتك وابشر".. ماذا قصد؟
جفرا نيوز : كتب / د. محمد أبو بكر
لقاءات عديدة وجميلة ومليئة بعبق التاريخ ، جمعتني مع الصديق الكاتب الصحفي حمادة فراعنة ( أبو عامر ) ، والرجل ، بحدّ ذاته ، موسوعة ، هو طاقة إبداعية وإعلامية لاتنضب أبدا ، وهذه واحدة من القصص التي رواها لي ، وتستحق أن نعيدها ألف مرّة .
كان هناك العشرات من السجناء السياسيين ، سواء في سجن المحطّة أو غيره ، وقد بذلت جهود كبيرة ومتواصلة للعمل على إطلاق سراحهم دون فائدة ، حتى جاءت حكومة المرحوم الدكتور قاسم الريماوي والتي استمرت لأقل من شهرين ، وهي الحكومة التي خلفت حكومة المرحوم الشريف عبد الحميد شرف .
استقبل الريماوي وفدا من أهالي السجناء ، راجين العمل على الإفراج عنهم ، فاتّصل الريماوي طالبا لقاء مع الملك حسين رحمه الله ، وحين وصل رئيس الحكومة وتمّ تقديم فنجان القهوة السادة له ، لم يشرب ، فانتبه الحسين لذلك ، وخاطب الملك الريماوي قائلا له .. إشرب قهوتك !
كان ذلك في اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك ، فما كان من الريماوي إلّا أن قال للملك .. ياسيدي ؛ غدا هو عيد الفطر المبارك ، وأتمنى من جلالتك أن يكون العيد عيدين للعديد من الأسر والأهالي ، فقال الملك .. ما هو قصدك ؟
أجاب الريماوي .. هناك سجناء سياسيين ، ونأمل من جلالتكم إصدار أمركم السامي بالإفراج عنهم ، حينها قال له الملك .. إشرب قهوتك وابشر ، وخلال ساعتين كان كل السجناء السياسيين قد خرجوا من السجون في ظلّ فرحة عارمة وزغاريد النساء .
للعلم .. حمادة فراعنة كان أحد هؤلاء السجناء السياسيين ، الأخ كان متعوّد على ذلك !!!!!