الديوان الملكي هو المشكلة !!!

جفرا نيوز - بالمفهوم العام ، الديوان الملكي أقرب إلى المواطنين من الحكومة ، وبالمنطق العام الديوان الملكي أحنّ على المواطنين من الحكومة ، وبالسياق العام الديوان الملكي هو المنبع العذب للمواطنين وليست الحكومة ، ولكن يبدو أن الديوان الملكي من رئيسه وحتى الموظف الذي يقف على بوابته الرئيسية جميعهم في سبات عميق كتلك التي كانت لأهل الكهف ، ولم يتعلموا مفردة واحدة من أخلاقيات الملك وتعامل الملك وبعد نظر الملك ... لقد عقدنا آمالا كثيرة على معالي الأخ رياض أبو كركي كرئيس للديوان للملكي العامر ، ولكن يبدو انه امتدادا لعون الخصاونة وخالد الكركي (وغيرهم) ممن تناوبوا على رئاسة الديوان الملكي العامر ، دون أن يقدموا شيئا جديدا ، لا بل أبعدوا شريحة عظمى عن الملك في الوقت الذي كان يتطلب منهم فيه أن يقربوا الناس من الملك ، ولكن يبدو أن شهاب الدين مثل أخيه من حيث عدم الدراية بما يجري من حوله كرئيس للديوان الملكي . نحن نحب مولانا إلى حد التصاق الشريان بالشريان ، ولكننا نعتب عليه إلى حد التصاق اللحم بالعظم حين يتصدر رئاسة الديوان الملكي بالذات جنرالا عسكريا لم يقترب من الحياة المدنية يوما ما ، أو قاضيا يدعي العدل والعدالة والإعتدال وهو ليس بواحدة من تلك الثلاث ، او دكتورا شاعرا اتخذ من المتنبي سوارا يضعه على معصميه وكأنه نبي منتظر ، أو ذلك الذي كان عبدا للكبريت ولم يكن يتقن حتى فن الرد على مراسلات الناس ... الديوان الملكي يا صاحب الجلالة يعاني هذه الأيام من حالة هذيان ، ويعاني من حالة ارتباك ، ويعاني من حالة استغلال الفرصة المشمشية لكل موظف على حده ، ونسي كل من يعمل في ديواننا العامر أن هذا (المقر) هو مقر للناس وليس ممر لأبناء السبيل وللمؤلفة قلوبهم والعاملين عليها وفي الرقاب ، الديوان الملكي يا مولاي يحتاج إلى إعادة صيانة من الرطوبة التي حلت به بفعل المستشارين العجزة الذين لم يعد لديهم ما يُستشارون به ، والديوان الملكي يا مولاي يحتاج إلى إعادة ترميم مما حلّ به من التصدع والإنفلات لأن السلطة المركزية غائبة ... ولهذا فقد آن الأوان لأن تُعاد صياغة فلسفة عمل الديوان الملكي العامر بصيغة تكون اكثر انفتاحا على المواطنين ، من حيث شخصية رئيس الديوان الملكي بالذات والذي يجب ان ترتبط به كافة المسؤوليات فيما يتعلق بالديوان الملكي بشكل عام ، فلا يجوز لكل مستشار ثقافي او اعلامي او اقتصادي او امني أو قانوني أن يجعل من نفسه داخل الديوان وكأنه (الفضل بن يحيى زمن هارون الرشيد) ويمارس صلاحيات اكثر من صلاحيات رئيس الديوان نفسه ، ولا يجوز يا مولاي أن يُصار إلى تقسيم الأردن إلى شريحتين الأولى محسوبة على الملك والثانية ليست بمحسوبة على الملك ، فالملك للجميع والديوان للجميع مثلما هو الوطن للجميع . يقول لي أحد العزيزين على قلبي وما زال عزيزا وسيبقى الأعز أن الديوان الملكي بحاجة إلى إعادة (تنخيل) ثم تليها خطوة الإسراع باستقدام نخبة من الأردنيين المعروفين بالكفاءة والمشهود لهم بامتدادهم الشعبي مع المواطنين ليكونوا حلقة اتصال مباشرة بين جلالة سيدنا وبين شعبه ، لأن موظف الديوان الملكي أيا كان موقعه هو محسوب على جلالة الملك أولا وأخيرا لأنه يعمل في ديوانه العامر ، بل ويعتبر حلقة الوصل أو (أداة القطع لا سمح الله ) للعلاقة بين النظام بشكل عام وبين المواطنين ، ولكن يبدو أن فهم هذه القاعدة أو قل تطبيقها على أرض الواقع ليست موجودة ، لأن مواصفات الشخص الذي نريد كرئيس للديوان الملكي لم تكن موجودة في أي من الذين خدموا في هذا الموقع منذ تسلم جلالة الملك عبد الله سلطاته الدستورية ... إن الديوان الملكي العامر يحتاج فعلا كما ذكر العزيز بن العزيز إلى اعادة ( تنخيل وغربلة أيضا) لكي يتم فرز (الزوان) الذي لا يصلح إلا علفا ، بعد ان أصبح الديوان الملكي بعيدا بُعد الف سنة ضوئية عما يريده جلالة الملك ، الديوان الملكي هو فعلا حلقة الوصل بين الحاكم والمحكوم وهذه ليست موجودة ، والديوان الملكي هو ميزان العدالة للمستضعفين حين تختل مفردات العدل (لأن العدل أساس الملك ) وهذا أيضا غير ملموس ، والديوان الملكي هو الأقدر من كل مؤسسات الدولة على امتصاص احتقان الناس حين تجتاحهم غوائل الضرر من قبل بعض المسؤولين الذين منحوا ضمائرهم إجازات مفتوحة ، وأخيرا فإن تصرفات كل من يعمل في الديوان الملكي العامر مهما كان موقعه حارسا أو كاتبا أو مراسلا او مستشارا أو تشريفات أو رئيسا للديوان الملكي هم جميعا تقع على عاتقهم أسباب سخط الشارع الأردني بمظاهراته ومسيراته وصيحاته ، وتقع على عاتقهم أيضا مهمة إرضاء الشارع الأردني من خلال إيصال تظلمات الناس ومطالبهم وحاجاتهم إلى جلالة الملك بكل أمانة وإخلاص ،،، ولكن أن يبقى الحبل على غاربه كما هو معمول به منذ عقود ، وخصوصا في هذه العقد الأخير ، فإن تلك حالة لا يجوز لها أن تكون ، وإن اعترفنا واقعا أنها كائنة فيجب ألا تدوم ... لأن نظامنا الهاشمي بعون الله دائم أبد الدهر ، ولآن محبة الشعب للنظام مطلوبة للنظام أيضا أبد الدهر ... جلالة الملك ... الديوان الملكي هو المشكلة ... ومن خلال الديوان الملكي تستطيع لوحدك يا مولاي أن تعيد محبة الناس التي يبدو انها تقلصت بعض الشيء بسبب الجهالة وضيق الأفق اللذان يسيطران على عقلية بعض القائمين في ديواننا العامر ... فوقت الصيانة للديوان قد حان ، ومصاريف الترميم (والتقليم) دائما تبقى أقلّ بكثير من مصاريف التعويم ... نحبك من القلب يا مولانا ، ولكننا نحب أيضا ان يكون الديوان الملكي مفتوحا لكل من أحبّك وأحبّ أبيك وأحبّ جدك ... ألم تقل يا سيدي يوما بأن هذا هو بيت كل الأردنيين ، إذن فجلالتك ونحن ... نحتاج إلى رئيس للديوان الملكي يكون قادرا على ترجمة رغبتك بأن يكون الديوان الملكي هو بيت الأردنيين جميعا .... لا بل رئيسا للديوان الملكي يكون قريبا من نبض الشعب ، ويكون محبوبا من قبل الشعب ، ويكون ممن حظي بثقة الشعب ، ويكون كابرا عن كابر ممن تعودوا بالتربية وبالوراثة وبالعرف فتح أبوابهم للشعب ...