مناطيد تجسس في بريطانيا .. ما القصة؟

جفرا نيوز - تدرس بريطانيا شراء أسطول من مناطيد التجسس التي يمكن أن تطير على ارتفاعات عالية فوق دول معادية، بعد توقيعها صفقة أبحاث بالونات مع شركة أمريكية العام الماضي بقيمة نحو 100 مليون جنيه استرليني (120 مليون دولار).

وأشارت صحيفة "التايمز” البريطانية، نقلا عن نشرة تابعة لوزارة الدفاع، إلى أن هذه التكنولوجيا يتم تطويرها للوزارة في إطار مشروع أطلق عليه اسم "إيثر”، وهو اسم يرمز للسماء العليا الساطعة في الأساطير اليونانية.

ولفتت الصحيفة إلى أن بالونات المراقبة يمكن أن تطير ما بين 50 ألفا و 80 ألف قدم، أي قرابة (16000-32000 متر)، ما يعني أنها أقل عرضة للضرر بسبب الاضطرابات الجوية، مضيفة أنه بعد تجارب طيران للمناطيد في صحراء "أريزونا” الأمريكية في الخريف الماضي، أكدت الوزارة أنها مهتمة بشراء "أنظمة بالونات”.

وأوضحت الصحيفة أن التقرير ورد في العدد الأخير من نشرة "ديسايدر” التي يصدرها قسم "معدات الدفاع والدعم” وجناح المشتريات للوزارة.

وقال أحد المشاركين في المشروع إنه من المحتمل أن تستثمر بريطانيا في مجموعة من القدرات التي تشمل كلا من البالونات والطائرات دون طيار التقليدية.

وأشار روس كوربيت، من "مجموعة القدرات المستقبلية” التابعة لجناح المشتريات في الوزارة، إلى أن المستويات المنخفضة من الاضطرابات الجوية في طبقة "الستراتوسفير” تتيح لبالونات الاستطلاع الطيران بشكل أكثر ثباتًا فوق الهدف.

وقال: "قد يعني استغلال هذه الطبقة بنجاح فوائد محتملة ضخمة، لكن لا يزال هناك الكثير مما علينا معرفته في كيفية التشغيل في تلك الطبقة، خاصة لفترات طويلة من الزمن”.

وكشف كوربيت أن الوزارة تدرس كلا من "أنظمة البالون” و”أنظمة الجناحين الثابتين”، مضيفًا أنه سيكون من الأفضل أن يكون لدى الوزارة "مجموعة من القدرات” التي تتضمن "منصات تتأرجح في الستراتوسفير لفترات أطول من الوقت”.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشركة الأمريكية التي تعمل مع الحكومة البريطانية في البرنامج هي شركة "سييرا نيفادا”، مشيرة إلى أنها في تشرين الأول أكتوبر، نجحت في اختبار بالون أقلع من جنوب غرب ولاية أريزونا قبل توجهه إلى عدد من الولايات الأخرى في إطار رحلة تجريبية لمدة 60 يومًا العام الجاري.

وقد استُخدمت البالونات في الحروب منذ عصر نابليون، لكنها في الغالب لم تعد شائعة بعد اختراع الطائرات، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أنه رغم ذلك هناك اهتمام متجدد بالقدرات العسكرية للمناطيد بعد أن شوهد بالون تجسس صيني يحلق فوق مواقع عسكرية أمريكية حساسة الشهر الماضي.

وتم اكتشاف البالون، الذي بدا أنه يعمل بألواح شمسية وبه هوائيات تسمح له باعتراض الاتصالات الحساسة، فوق صوامع الصواريخ النووية الأمريكية في ولاية مونتانا الغربية.

وتم إسقاط البالون في النهاية بصاروخ "سايدونار” الذي أطلقته طائرة مقاتلة من طراز F-22 أثناء تحليقه فوق المحيط الأطلسي، على الرغم من أن بكين قالت إن البالون كان جهازا لرصد الطقس انحرف عن مساره.

وتم أيضًا إسقاط ثلاثة بالونات لاحقة تم اكتشافها فوق أمريكا الشمالية، ولكن تبين أنها لا علاقة لها بالجيش الصيني.

واتهمت الولايات المتحدة الصين باستخدام البالونات لإجراء برنامج مراقبة جماعي يمتد عبر 40 دولة في خمس قارات.

وذكر مصدر دفاعي أمريكي أن تحقيقًا عاجلا كشف عن أدلة على عشر عمليات تجسس سابقة من منصات مماثلة فوق أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى في السنوات الأخيرة.

وتمتلك الولايات المتحدة بالونات تجسس وتدير برنامجًا سريًا يسمى "كولد ستار” اختبر 25 بالونا عبر البراري في ولاية ساوث داكوتا في الغرب الأوسط في عام 2019.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "إننا نبقي بانتظام قدراتنا قيد المراجعة، وأثناء استمرار نشاط التقييم، سيكون من غير المناسب تقديم المزيد من التعليقات”.