وصفي التل .. وقصّة الستّة دنانير والهاتف الأرضي
جفرا نيوز كتب/ د. محمد أبو بكر
في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 1962 تمّ تكليف المرحوم وصفي التلّ بتشكيل أوّل حكومة له ، وكان حينها التلّ يقطن في منزله الذي شيّده قبل فترة وجيزة في منطقة الكمالية غربي صويلح .
لم يكن في منزله هاتفا أرضيا ، وبما أنّه أصبح رئيسا للوزراء ، فيجب العمل على توصيل الهاتف لمنزل رئيس الحكومة الجديد .
جاء عمّال مؤسسة الإتصالات السلكية واللاسلكية ( هكذا كان الإسم في السابق ) وقاموا بزرع مجموعة من أعمدة الهاتف الخشبية لأجل إيصال التلفون لدولة الرئيس .
تفاجأ التلّ بعد ذلك بأن قام أحد موظفي المؤسسة بتسليمه فاتورة بقيمة الأعمدة الخشبية ، حيث بلغت القيمة ستة دنانير ، ويجب على الرئيس القيام بدفعها للمؤسسة .
لم يكن التل يملك المبلغ كاملا ، حيث طلب منهم تقسيطة على ثلاث دفعات ، بواقع دينارين عن كل شهر ، بعد أن يستلم الراتب !!!
هؤلاء هم الرجال الرجال الذين نفتقدهم اليوم ، رجال كانوا مثالا في النزاهة ونظافة اليد ، والمحافظة على المال العام الذي كان بنظرهم أمانة في أعناقهم يجب المحافظة عليها وصونها .
للتذكير فقط .. في عهد هذه الحكومة تمّ تأسيس الجامعة الأردنية ، وجرت الإنتخابات النيابية للمجلس النيابي السابع ، وبعد ظهور النتائج استقالت الحكومة ، ثمّ كلف الملك الراحل الحسين وصفي التل لتشكيل الحكومة الجديدة وهي الثانية له .