بفعل "دبلوماسية الزلازل" .. حالة دفء في العلاقات بين تركيا واليونان

جفرا نيوز -  تساءلت مجلة "ناشيونال إنترست” الأمريكية حول ما إذا كانت الكارثة الإنسانية التي ضربت سوريا وتركيا جراء "الزلزال المدمر”، قادرة على تهدئة الأوضاع بين الأخيرة واليونان، في ضوء العلاقات المتوترة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو). 

وذكرت المجلة أنه بالرغم من أن ما وصفته بـ”دبلوماسية الزلازل” ليست جديدة على العلاقات اليونانية التركية، إلا أن الكارثة الأخيرة – التي أودت بحياة أكثر من 50 ألفا وشردت الملايين – قد أدت بالفعل إلى دفء العلاقات بين البلدين.

وقالت "ناشيونال إنترست” إنه منذ الزلزال المروع الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وضرب طول الحدود التركية السورية، يأتي الدعم الإنساني لتركيا من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول صديقة لأنقرة وأخرى كانت لديها – حتى وقت قريب على الأقل – أزمات كبيرة مع تركيا، مثل اليونان.

وأشارت المجلة إلى أن اليونان المجاورة، التي عانت من توتر هائل في العلاقات مع تركيا خلال السنوات الماضية، تدخلت على الفور لمساعدة الأتراك الذين يعانون من الكارثة، مما يدل على تحسن ملحوظ في العلاقة الثنائية بين أثينا وأنقرة.

وأوضحت أنه على الرغم من العلاقات المشحونة، كانت اليونان من أوائل الدول التي أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا للمساعدة في إنقاذ الضحايا، فضلاً عن أنها لعبت دوراً محورياً داخل الاتحاد الأوروبي لحشد الموارد اللازمة لمساعدة تركيا، مما دفع الأخيرة إلى شكر أثينا "علناً”، وهو أمر غير مسبوق تقريباً.

وقالت "ناشيونال إنترست” إنه من المرجح أن تهدئ هذه العلاقات "الدافئة” مخاوف اليونان من استفادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحلفائه من التوترات بين أنقرة وأثينا، وحتى مواجهة عسكرية مباشرة محتملة بين الطرفين في بحر إيجة أو شرق البحر المتوسط، لحشد الدعم القومي لإعادة انتخابه في السباق المقرر إجراؤه في مايو المقبل.

وفي هذا الإطار، نقلت المجلة عن محللين قولهم: "لقد تلاشت كل هذه الأحاديث العدائية وأي أفكار عن النزاع المسلح على الإطلاق، حيث يركز الجميع معًا على رعاية أولئك الذين عانوا كثيرًا من الزلزال الأخير، ثم على إعادة البناء التي ستستغرق سنوات”.

وقال رونالد ميناردوس، رئيس برنامج البحر الأبيض المتوسط في "مؤسسة هيلينيك للسياسة الأوروبية والخارجية”، ومقرها أثينا، إن كارثة الزلزال تفتح الباب أمام خفض التصعيد في العلاقات بين البلدين، موضحاً أن "الدبلوماسية بدأت بالفعل” مع زيارة وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، إلى جنوب تركيا بعد وقوع الزلزال.

ورأى ميناردوس، في حديثه مع المجلة الأمريكية، أن هذه الزيارة تعد "خطوة رائعة تأتي جنبًا إلى جنب مع فيض من التضامن”، حيث يتحدث المسؤولون في أثينا وأنقرة الآن عن "صفحة جديدة” تفتح في العلاقات الثنائية.

كما أشارت المجلة إلى أن الكارثة دفعت أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى التحدث لأول مرة منذ مارس من العام الماضي. وقالت إنه في اختراق آخر، ألمح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى "احتمالات الانفراج” بين الجارتين، بل وقدم اقتراحًا من ست نقاط إلى اليونان بهدف تحسين العلاقات الثنائية.

في غضون ذلك، رأت "ناشيونال إنترست” أن تداعيات إعادة العلاقات بين اليونان وتركيا قد تمثل انفراجة أخرى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث لطالما تسببت التوترات بين البلدين في انقسامات داخل "الناتو”.