إعتنوا بقلوبكم لحماية أدمغتكم!
جفرا نيوز - إنّ عوامل نمط الحياة التي تحافظ على قلبٍ صحّي هي نفسها التي قد تقلّل بشكلٍ كبير من خطر التعرّض للأمراض التي تُهدّد الدماغ مع التقدّم في العمر. لكن أيّ علاقة تجمع بين هذين العضوين الأساسيين، وكيف يمكن حمايتهما؟
رغم عدم وجود علاج للخرف، إلّا أنّ اتخاذ خطوات للوقاية من أمراض القلب يمكن أن يؤثر بشدّة في الاضطرابات العقلية.
- أيّ رابط بين القلب والدماغ؟
شرح اختصاصي طب الأعصاب الدكتور كونستانتينو ياديكولا، من مدينة نيويورك، كيف أنّ القلب والدماغ يرتبطان بشكلٍ وثيق:
- الشرايين المسدودة تُحفّز السكتة الدماغية: تكون الشرايين السليمة مرنة وتسمح للدم بالتدفق بحرّية. لكن عندما تصبح صلبة، فإنّها تدفع القلب لتمرير الدم بقوّة أكبر، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. في حال انسداد الأوعية الدموية التي تُغذّي الدماغ وتعذّر مرور الدم، قد تحدث سكتة دماغية وتتضوّر خلايا الدماغ جوعاً.
- صحّة القلب السيّئة تؤدي إلى الخرف: يحدث الخرف عندما لا يحصل الدماغ على كمية كافية من الدم نتيجة انسداد الشرايين أو ضُعف القلب. كذلك يمكن أن تساهم مشكلات الأوعية الدموية في الإصابة بالألزهايمر.
- تدفق الدم يؤثر في الباركنسون: يمكن أن تتسبب مجموعة متنوّعة من الأمور في الإصابة بالباركنسون الذي يتميّز بالارتعاش وفقدان السيطرة على العضلات. في بعض الحالات، قد تحدث هذه الأعراض بسبب عدم كفاية تدفق الدم إلى مناطق الدماغ التي تدعم التنسيق العضلي، والوضعية، والقدرة على المشي.
- السكّري يؤثر في كل من القلب والدماغ: إنّ مرضى السكّري أكثر عرضة للألزهايمر بمقدار الضعف، بما أنّ كثرة الغلوكوز تؤثر في الاتصال بين مناطق الدماغ، ما يؤدي أخيراً إلى صعوبات في الإدراك. فضلاً عن أنّ مستويات الغلوكوز العالية قد تُتلف الأوعية الدموية، ما يسبّب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- عادات تُحسّن صحّتهما
كشف الطبيب ياديكولا، أنّ اتباع العادات التالية ينعكس إيجاباً على صحّة القلب والدماغ:
- الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط: تبيّن أنّ الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الغذائي ينخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، والألزهايمر، وحتى السكّري بشكلٍ ملحوظ. إنّ المطلوب ببساطة التركيز على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والمكسّرات، والبقوليات، والسمك الدهني كالسلمون، والدهون الصحّية خصوصاً زيت الزيتون، والاعتدال في النبيذ. في مقابل خفض اللحوم الحمراء، والأطعمة المصنّعة، والمشروبات السكّرية، والصوديوم.
- ممارسة تمارين الكارديو: أظهرت دراسات كثيرة أنّ الرياضة تجعل الشرايين أقلّ تيبّساً. يُنصح بممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين المعتدلة مثل المشي السريع أو السباحة. كذلك قد تساعد تمارين القوّة في التحكّم في ضغط الدم.
- إعطاء الأولوية للاسترخاء: يسمح التنفس العميق يومياً للدماغ والقلب بالاسترخاء، ما يُنعش الجسم بأكمله. كذلك يمكن اللجوء إلى تمارين التأمّل التي ثبُت أنّها تخفّض ضغط الدم، وتقلّل من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسّن السكّري. بالإضافة إلى الحرص على النوم لساعات كافية.
- ماذا عن تأثير الدماغ في القلب؟
إذا حدث خطأ في الجانب العاطفي، فقد يؤدي إلى مشكلات جسدية. وفي هذا السِياق، سلّط الدكتور ياديكولا الضوء على 3 ردود فعل عاطفية شائعة وتأثيرها في القلب:
- التوتر: يؤدي التوتر المُزمن إلى عرقلة تدفق الدم في الشريان التاجي، ما يسبب أمراض القلب. كما تمّ ربطه بالالتهاب، الذي يمكن أن يؤدي إلى انسداد الشرايين ومشكلات أخرى.
- الكآبة: تساهم عوامل كثيرة في معاناة الكآبة، لكنّ العلماء يعتقدون أنّ اختلال التوازن الكيماوي العصبي وسوء قدرة الدماغ على تنظيم المزاج متورّطان. إنّ هذا الأمر يتعارض مع الدورة الدموية ويعزّز الالتهاب.
- الصدمة: يمكن أن يسبّب الحزن أو الصدمة المُفاجئة والعميقة ما يُعرف بالقلب المكسور. تؤدي زيادة الهورمونات السلبية إلى توقف القلب عن العمل مؤقتاً، ولكنه نادراً ما يكون مُميتاً.