قراءة تحليلية للمضامين الوطنية لجائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي
جفرا نيوز
قراءة تحليلية للمضامين الوطنية لجائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي
بقلم: جهاد أحمد مساعده
تأتي جائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي استجابة لما تفرضه طبيعة مرحلة التطور في مجتمعنا المعاصر، وذلك لأن الرؤية الملكية ترى أن الإنسان هو محور عملية التغيير، وعلى ضوء طموحاته تتحدد وجهة التغيير، وحينما يكون الحديث يدور حول بناء الشخصية الأردنية القادرة على مواجهة التحديات؛ فإن هذه الجائزة جاءت لتؤكد على دور العمل التطوعي وما يحمله من أسمى معاني الإنسانية والعطاء اللامحدود. كما تعتبر ضرورة وطنية، تسهم في تعميق التكافل، والتعاون، والمشاركة والانتماء للوطن، والإحساس بالواجب والمسئولية، والتضحية والعطاء، وإبراز الآثار التربوية والنفسية للعمل التطوعي وعلى القائمين به.
تركز هذه الجائزة على أن العمل التطوعي جزءًا متجذرًا في المجتمع الأردني؛ فهو يسهم في تعزيز التنمية المجتمعية الحديثة، ويعزز روح الانتماء للوطن، لذا نلاحظ أن الجائزة تضمنت الأبعاد الآتية:
أولًا: مأسسة العمل التطوعي
جاءت الجائزة كخطوة أولى نحو مأسسة العمل التطوعي على الساحة الأردنية، ولتنظيم جهود الأفراد والمؤسسات التي تقوم بالأعمال التطوعية المختلفة وفي شتى المجالات.
ولهذا أصبح توحيد وتنظيم الجهود التطوعية، وإدارة المتطوعين وتوجيه طاقاتهم؛ مطلباً رئيسًا يضفي على جهودهم صبغة العمل القائم على التخطيط والتنظيم والتوجيه والتقويم المستمر.
إن مأسسة العمل التطوعي تعد معيارًا للحكم الرشيد الذي يضمن استخدامًا أكثر كفاءة وفاعلية للموارد البشرية للوصول إلى تحقيق أهداف التنمية الشاملة بمحتواها ومضمونها، مما يتطلب ذلك إصدار قانونًا يضمن فيها الحقوق للمتطوعين المتميزين، ويعمل على تحفيزهم، ونشر قصص نجاحهم.
ثانيًا: منظومة القيم
جاءت هذه الجائزة لتسليط الضوء على منظومة القيم والارتقاء بها في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من أزمة القيم التي تهدد الهوية الوطنية، وضياع الأهداف، خاصة أن العالم وما يشهده من هزات اجتماعية أدت إلى تغير قيمي واضح للعيان.
فمنظومة القيم وإصلاحها تسبق كثيرًا من مجالات الإصلاح سواء أكانت إدارية أم اقتصادية حيث تًعد هذه المنظومة القاعدة الأساس للإصلاح ومطلبًا لتطوير كافة المجالات المختلفة.
لذا تضمنت هذه الجائزة معاني عظيمة ركزت على قيم الإنسانية والعطاء والانتماء لبناء مجتمع متكافل، ومتعاون، ومشارك يتمتع بحس المسؤولية والإيثار والتضحية، والإيمان بقيمة العمل التطوعي.
ثالثًا: جودة الحياة
يؤثر العمل التطوعي على جودة الحياة ويعزز الرضا عن الذات لدى أفراد المجتمع، والشعور بتحقيق الأهداف المنشودة، ويرفع الروح المعنوية لديهم، كما يسهم في تطوير طريقة التفكير حيث وسيلة مهمة في تعلم مهارات الريادة والابتكار.
إن التطوع يمثل أحد أضلاع مثلث قطاعات العمل، لذا يُعد رافدًا أساسيًّا من روافد التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، ومؤشرًا جيدًا لحيوية المجتمع واستعداد أفراده وقدرتهم على العطاء والبناء. كما يسهم في بناء قدراتهم، وتعزيز مبادئ التكافل والتعاون والتواصل، وتعزيز القيم الاجتماعية.
رابعًا: ترسيخ ثقافة العمل التطوعي
عملت الجائزة من خلال رسالتها إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي ليكون وفق نهج مجوَّد مبني على التنظيم والتمكين. ومن هنا تسهم الجائزة في بناء وصناعة نموذج الإنسان المتميز للعمل التطوعي وفق المفاهيم والمهارات والاتجاهات.
إن الحراك الذي قامت به وزارة الشباب ومؤسسة ولي العهد، والوزرات المختلفة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم لنشر رسالة الجائزة، إنما يدل على الإيمان بأهمية هذه الجائزة في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، وتعزيز مبدأ المواطنة الصالحة، وتقوية الروابط الاجتماعية، حيث إن إعداد جيل من الشباب يؤمن بالعمل التطوعي ويمارسه إنما هو خطوة أساسية نحو الدفاع عن مقدرات الوطن ومواجهة التهديدات التي تحيط به.
خامسًا: مواجهة التحديات
إن التغيُّرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تشهدها المجتمعات سواءً على المستوى العالمي أو المحلي، والتغيُّرات في النشاط البشري والتحول في القيم الأساسية للمجتمعات؛ أدت إلى ظهور احتياجات ومشكلات جديدة، مما يبرز مدى الحاجة إلى ممارسة العمل التطوعي، ودعوة كافة فئات المجتمع للانخراط به، واستعداد فرق العمل التطوعي على أن تكون قوى مساندة للأجهزة المختصة تعمل معها جنبًا إلى جنب لمواجهة الكوارث والأزمات مما يشكل ذلك انعكاسًا إيجابيًا على الحركة التطوعية وقدرتها على العطاء والارتقاء بمستوى العمل والإنجاز على أرض الواقع.
سادسًا: قاعدة بيانات لتصنيف المبادرات
شكلت الجائزة نقلة نوعية من خلال إيجاد بنك معلومات للمبادرات التي تعمل على الأرض الأردنية، حيث تمثل هذه البيانات قاعدة مهمة في تصنيف أنواع المبادرات والأنشطة ومجالات العمل، حيث يتم فرزها وتصنيفها ودراستها حسب الأصول العلمية، وتبعًا للمتغيرات الديموغرافية، ومدى مساهمتها في تنمية المجتمعات والمناطق النائية، ودراسة التحديات التي تواجهها، وتقديم التوصيات والمقترحات لتفعيل تلك المبادرات.
سابعًا: استشراف المستقبل للعمل التطوعي المتميز
قدمت الجائزة استشرافًا لمستقبل العمل التطوعي المتميز من خلال دراسة واقع المبادرات التطوعية، والانطلاق بها نحو التجديد والريادة والابتكار لمعالجة القضايا المختلفة التي تواجه المجتمعات، وهذا يشير إلى أهمية الجائزة وفلسفتها نحو مستقبل العمل التطوعي واستشرافه مع الوقوف على متطلباته، وتوفيره للمتطوعين بيئة آمنة وداعمة للإبداع وإطلاق عنان الفكر لمزيدٍ من الأفكار البناءة والمتميزة التي تعزز وتنمي العمل التطوعي وتعزز الصورة الذهنية المدركة له ودرجة علاقته بالدافعية والرغبة.
لقد أصبح العالم اليوم يتحدث عن رأس مال اجتماعي افتراضي، وبات التطوع من الأنشطة المهمة داخل المجتمع، لذا ظهر اتجاه حديث لإمكانية الاستفادة من المجتمعات الافتراضية في خدمة المبادرات والأنشطة التطوعية.
إن إطلاق جائزة خاصة بالعمل التطوعي وإتاحة الفرصة للمؤسسات والأفراد والجماعات ستسهم في خلق إطار من التكامل والتفاعل المجتمعي بكافة عناصره، مما يمثل سلوكاً حضارياً رفيعاً يدل على مدى رقي المجتمع ومدى تمتع أفراده بقيم التكافل والتعاون ومقدرتهم على العطاء.
بقلم: جهاد أحمد مساعده
تأتي جائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي استجابة لما تفرضه طبيعة مرحلة التطور في مجتمعنا المعاصر، وذلك لأن الرؤية الملكية ترى أن الإنسان هو محور عملية التغيير، وعلى ضوء طموحاته تتحدد وجهة التغيير، وحينما يكون الحديث يدور حول بناء الشخصية الأردنية القادرة على مواجهة التحديات؛ فإن هذه الجائزة جاءت لتؤكد على دور العمل التطوعي وما يحمله من أسمى معاني الإنسانية والعطاء اللامحدود. كما تعتبر ضرورة وطنية، تسهم في تعميق التكافل، والتعاون، والمشاركة والانتماء للوطن، والإحساس بالواجب والمسئولية، والتضحية والعطاء، وإبراز الآثار التربوية والنفسية للعمل التطوعي وعلى القائمين به.
تركز هذه الجائزة على أن العمل التطوعي جزءًا متجذرًا في المجتمع الأردني؛ فهو يسهم في تعزيز التنمية المجتمعية الحديثة، ويعزز روح الانتماء للوطن، لذا نلاحظ أن الجائزة تضمنت الأبعاد الآتية:
أولًا: مأسسة العمل التطوعي
جاءت الجائزة كخطوة أولى نحو مأسسة العمل التطوعي على الساحة الأردنية، ولتنظيم جهود الأفراد والمؤسسات التي تقوم بالأعمال التطوعية المختلفة وفي شتى المجالات.
ولهذا أصبح توحيد وتنظيم الجهود التطوعية، وإدارة المتطوعين وتوجيه طاقاتهم؛ مطلباً رئيسًا يضفي على جهودهم صبغة العمل القائم على التخطيط والتنظيم والتوجيه والتقويم المستمر.
إن مأسسة العمل التطوعي تعد معيارًا للحكم الرشيد الذي يضمن استخدامًا أكثر كفاءة وفاعلية للموارد البشرية للوصول إلى تحقيق أهداف التنمية الشاملة بمحتواها ومضمونها، مما يتطلب ذلك إصدار قانونًا يضمن فيها الحقوق للمتطوعين المتميزين، ويعمل على تحفيزهم، ونشر قصص نجاحهم.
ثانيًا: منظومة القيم
جاءت هذه الجائزة لتسليط الضوء على منظومة القيم والارتقاء بها في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من أزمة القيم التي تهدد الهوية الوطنية، وضياع الأهداف، خاصة أن العالم وما يشهده من هزات اجتماعية أدت إلى تغير قيمي واضح للعيان.
فمنظومة القيم وإصلاحها تسبق كثيرًا من مجالات الإصلاح سواء أكانت إدارية أم اقتصادية حيث تًعد هذه المنظومة القاعدة الأساس للإصلاح ومطلبًا لتطوير كافة المجالات المختلفة.
لذا تضمنت هذه الجائزة معاني عظيمة ركزت على قيم الإنسانية والعطاء والانتماء لبناء مجتمع متكافل، ومتعاون، ومشارك يتمتع بحس المسؤولية والإيثار والتضحية، والإيمان بقيمة العمل التطوعي.
ثالثًا: جودة الحياة
يؤثر العمل التطوعي على جودة الحياة ويعزز الرضا عن الذات لدى أفراد المجتمع، والشعور بتحقيق الأهداف المنشودة، ويرفع الروح المعنوية لديهم، كما يسهم في تطوير طريقة التفكير حيث وسيلة مهمة في تعلم مهارات الريادة والابتكار.
إن التطوع يمثل أحد أضلاع مثلث قطاعات العمل، لذا يُعد رافدًا أساسيًّا من روافد التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، ومؤشرًا جيدًا لحيوية المجتمع واستعداد أفراده وقدرتهم على العطاء والبناء. كما يسهم في بناء قدراتهم، وتعزيز مبادئ التكافل والتعاون والتواصل، وتعزيز القيم الاجتماعية.
رابعًا: ترسيخ ثقافة العمل التطوعي
عملت الجائزة من خلال رسالتها إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي ليكون وفق نهج مجوَّد مبني على التنظيم والتمكين. ومن هنا تسهم الجائزة في بناء وصناعة نموذج الإنسان المتميز للعمل التطوعي وفق المفاهيم والمهارات والاتجاهات.
إن الحراك الذي قامت به وزارة الشباب ومؤسسة ولي العهد، والوزرات المختلفة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم لنشر رسالة الجائزة، إنما يدل على الإيمان بأهمية هذه الجائزة في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، وتعزيز مبدأ المواطنة الصالحة، وتقوية الروابط الاجتماعية، حيث إن إعداد جيل من الشباب يؤمن بالعمل التطوعي ويمارسه إنما هو خطوة أساسية نحو الدفاع عن مقدرات الوطن ومواجهة التهديدات التي تحيط به.
خامسًا: مواجهة التحديات
إن التغيُّرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تشهدها المجتمعات سواءً على المستوى العالمي أو المحلي، والتغيُّرات في النشاط البشري والتحول في القيم الأساسية للمجتمعات؛ أدت إلى ظهور احتياجات ومشكلات جديدة، مما يبرز مدى الحاجة إلى ممارسة العمل التطوعي، ودعوة كافة فئات المجتمع للانخراط به، واستعداد فرق العمل التطوعي على أن تكون قوى مساندة للأجهزة المختصة تعمل معها جنبًا إلى جنب لمواجهة الكوارث والأزمات مما يشكل ذلك انعكاسًا إيجابيًا على الحركة التطوعية وقدرتها على العطاء والارتقاء بمستوى العمل والإنجاز على أرض الواقع.
سادسًا: قاعدة بيانات لتصنيف المبادرات
شكلت الجائزة نقلة نوعية من خلال إيجاد بنك معلومات للمبادرات التي تعمل على الأرض الأردنية، حيث تمثل هذه البيانات قاعدة مهمة في تصنيف أنواع المبادرات والأنشطة ومجالات العمل، حيث يتم فرزها وتصنيفها ودراستها حسب الأصول العلمية، وتبعًا للمتغيرات الديموغرافية، ومدى مساهمتها في تنمية المجتمعات والمناطق النائية، ودراسة التحديات التي تواجهها، وتقديم التوصيات والمقترحات لتفعيل تلك المبادرات.
سابعًا: استشراف المستقبل للعمل التطوعي المتميز
قدمت الجائزة استشرافًا لمستقبل العمل التطوعي المتميز من خلال دراسة واقع المبادرات التطوعية، والانطلاق بها نحو التجديد والريادة والابتكار لمعالجة القضايا المختلفة التي تواجه المجتمعات، وهذا يشير إلى أهمية الجائزة وفلسفتها نحو مستقبل العمل التطوعي واستشرافه مع الوقوف على متطلباته، وتوفيره للمتطوعين بيئة آمنة وداعمة للإبداع وإطلاق عنان الفكر لمزيدٍ من الأفكار البناءة والمتميزة التي تعزز وتنمي العمل التطوعي وتعزز الصورة الذهنية المدركة له ودرجة علاقته بالدافعية والرغبة.
لقد أصبح العالم اليوم يتحدث عن رأس مال اجتماعي افتراضي، وبات التطوع من الأنشطة المهمة داخل المجتمع، لذا ظهر اتجاه حديث لإمكانية الاستفادة من المجتمعات الافتراضية في خدمة المبادرات والأنشطة التطوعية.
إن إطلاق جائزة خاصة بالعمل التطوعي وإتاحة الفرصة للمؤسسات والأفراد والجماعات ستسهم في خلق إطار من التكامل والتفاعل المجتمعي بكافة عناصره، مما يمثل سلوكاً حضارياً رفيعاً يدل على مدى رقي المجتمع ومدى تمتع أفراده بقيم التكافل والتعاون ومقدرتهم على العطاء.