استطلاع دراسات الأردنية وبوتين والخصاونه
د. مهند مبيضين
يُصرّ الصديق د زيد عيادات مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة على مواظبة عمل المركز والدفاع عن استقلاليته، وفي إحدى منصات الدفاع السجالية التي خضتها عن علمية المركز، فاجأني أحدهم بالقول أن المركز الذي ازعج استطلاعه الأخير الحكومة نتيجة لنتائجه، قد برر الاستطلاع بأنه اخذ موافقة الجهات المرجعية! شخصيا استبعدت ذلك، وتحققت لاحقا من د زيد الذي اكد ان المركز لا يأخذ موافقة من أي جهة على اعلامه، ولا احد يعلم بأسئلة ونتائج الاستطلاعات إلا بعد نشرها، وأن البعض من مدراء المركز السابقين غير مؤسسه مصطفى حمارنه كان يناقش النتائج مع المعنيين بها.
قلت وأردد دوماً: أن المركز دوماً هو الرابح إن أزعج السياسيين بنتائج الاستطلاعات العلمية، وهو الخاسر إن قصد إرضاء البعض، فهو ليس مول للاستطلاعات، بل هو مركز علمي مرّ بمحطات مهمة وكان جاهزا للتدخل والتداخل في خيارات الأردنيين وقدم استطلاعات هامة ولديه اليوم تراث مهم وسمعة محترمة، ولدى المركز ثقة محترمة مع المؤسسات الخارجية.
يصدر المركز تقارير متخصصة، ويخوض تجارب بحثية جيدة، ويعترف مديره بأن اهم تحد للمركز استقلاليته، التي تريح الجميع وتبقي مظلة المعرفة مظلة حمائية، والتحدي الثاني هو الابتعاث في القضايا المتخصصة في المعارف الجديدة، والتحدي الثالث اعادة تأهيل الباحثين فيه.
لست هنا بقصد الدفاع عن عمل المركز، بل نذكر بأن الاستطلاع القادم عن الحكومة وشعبيتها سيكون في منتصف آذار المقبل.
لدى الأردنيين رؤية للحرب الأوكرانية، وانحياز نحو موسكو ضد كييف، ولديهم استعداد للدفاع عن الرئيس بوتين ضد الغرب الأمريكي، وعن اليسار البرازيلي. وهناك سلبية تتعمق، والنكران ليس المقصود به انكار دور حكومة الخصاونة بأي انجاز لها، بل يتعلق الامر بنظر الناس للدولة وفلسفة الحكومة وعملها بها.
الهاجس والمناخ العام يرى أن روسيا وقفت مع العراق ضد امريكا، ولذا قد يكون الحديث عن كل الاستطلاعات من هذه الزاوية: المزاجية، والتوقيت والذاكرة، لكن الحديث عن علمية العمل الذي يقوم به المركز يجب ان يظلّ حديثاً محترماً ويقدر المعرفة، فليس المطلوب من المركز إرضاء احد، بل ان يبالغ في المعرفة المستقلة.