السفير الروسي في عمان يكتب مقالة في الذكرى الأولى للعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا

جفرا نيوز 


نقدم لكم مقالة بقلم السفير الروسي في الأردن غليب ديسياتنيكوف حول الأزمة.

جذبت اهتمامنا مقالة سفراء المانيا وفرنسا والمملكة المتحدة واوكرانيا المنشورة في الصحافة الأردنية والمخصصة للذكرى السنوية لبداية الاحداث في أوكرانيا. ومن حيث المناقشة نود ان نقدم بعض ملاحظاتنا.

لم تظهر الازمة  في أوكرانيا اليوم لكنها بدأت منذ تسعة أعوام عندما وصلت القوى القومية الراديكالية الى السلطة في كييف. وأسفر ذلك عن العواقب المدمّرة لهذا البلد.

لكنه آنذاك تم الانجاح في تجنب انتشار الحرب الاهلية في أوكرانيا. وبالمساهمة النشيطة الروسية وقِّعت في 12 شباط/فبراير 2015 "مجموعة التدابير لتنفيذ اتفاقيات مينسك" التي وافق عليها مجلس الامن للأمم المتحدة في قراره رقم 2202. وأصبحت هذه الوثيقة أساسا قانونيا لا بديل له للتسوية الأوكرانية. لكن كييف خرّبت القيام بالتزاماتها والغرب كان يغمض عينيه عن ذلك. وفيما يتعلق بألمانيا وفرنسا بصفتهما الراعيتين لعملية مينسك فهما لم تمارسا الضغط عليه من اجل تطبيقها. ولاحقا في ديسمبر 2022 اعترف مستشار المانيا السابق انجيلا ميركل ورئيس وفرنسا السابق فرانسوا اولاند بأن اتفاقيات مينسك وُجدت الحاجة اليها من اجل منح كييف الوقت لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية وليس لوقف الاعمال القتالية.

لم يؤت وصول فلاديمير زيلينسكي الى السلطة في 2019 بتغيرات إيجابية. هو واصل تخريب اتفاقيات مينسك تحت الضغط من قبل قوى سياسة داخلية وخارجية مختلفة  وزوّر العملية التفاوضية حيث اطال امدها بأقصى حد ممكن تحت ذرائع مفتعلة. وقصفت التشكيلات المسلحة الأوكرانية دونباس طوال كل هذه السنوات.

وأثارت تصريحات زيلينكسي العلنية في شباط/فبراير 2022 خلال مؤتمر ميونخ للأمن بخصوص طموحات كييف لامتلاك الأسلحة النووية قلقا كبيرا. اذ أنشأ ذلك مخاطر حقيقية لروسيا والامن الدولي برمته.

وبالنتيجة لم يتم ترك لنا اي بديل للاعتراف في 21 شباط/فبراير 2022 باستقلال جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية والبدء في 24 شباط/فبراير 2022 بالعملية العسكرية الخاصة للدفاع عن دونباس وإزالة التهديدات المنبثقة من أراضي أوكرانيا بالنسبة لأمن روسيا.

ويثير الاستمرار بضخ الأسلحة لاوكرانيا من الخارج انشغالنا العميق. وبهذا الشكل يتم تطبيق مبدأ "تسليح أوكرانيا هو الطريق نحو السلام" والذي قدمه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرغ. ولا يدور الحديث في كييف حول السلام حيث تُرفض الفكرة ذاتها عن الحوار مع روسيا. وحتى أكثر من ذلك، فوقع زيلينسكي مرسوما بخصوص "استحالة" المحادثات مع الرئيس الروسي. وفي نفس الوقت يعيد القول ان أوكرانيا ستحارب حتى النهاية المنتصرة.

اخذا بنظر الاعتبار ان كييف ليست مستعدة للحلول الدبلوماسية سنكون جاهزين للنظر في اية مقترحات الغرب حيثما وردت.

لا نشاطر رأي الزملاء ان موسكو مسؤولة عن ازمات الطاقة والغذاء التي يمر بها العالم في وقت الراهن. تكمن جذورها في القيود المتنوعة التي فرضتها أوروبا والولايات المتحدة على روسيا. كنا ولا نزال مستعدين للتجارة الصادقة وذات المنفعة المتبادلة والقائمة على القواعد المعترف بها عموما.

ولا يمكن الا ان نرحّب بجهود دول الاتحاد الأوروبي الرامية الى مساعدة اللاجئين السورين والمتواجدين بما في ذلك في اراضي الأردن والمتضررين من الزلزال الكارثي في سوريا وتركيا. وتساهم روسيا بقدراتها الوطنية مساهمتها في هذه الجهود الانسانية.