خطة السلام الصينية.. ترحيب روسي وشروط أوكرانية وتحفظ أوروبي

جفرا نيوز - أثارت خطة السلام التي طرحتها الصين، بالتزامن مع عام على اندلاع الحرب في أوكرانيا، مواقف متباينة بين أطراف الأزمة من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، تنوعت ما بين التشكيك في الوساطة الصينية برمتها، أو الاعتراض على بعض الأجزاء التي تضمنتها الخطة.

وزاد من تعقيد الموقف من الوساطة الصينية، عرقلة بكين إصدار وزراء مالية مجموعة العشرين بياناً مشتركاً في ختام اجتماع في الهند بسبب خلافات في وجهات النظر مع الصين حول الحرب في أوكرانيا.

ودعت الصين، الروس والأوكرانيين، اليوم السبت، إلى إجراء محادثات سلام، بينما تستعد لاستقبال حليف روسيا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتشمل الخطة الصينية للسلام، احترام سيادة جميع البلدان، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وتبادل أسرى الحرب، والحفاظ على سلامة المنشآت النووية، والحد من المخاطر الاستراتيجية.

كما تضمنت تيسير تصدير الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية الجانب، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية، ودعم مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع.

ترحيب روسي

ورحبت روسيا بالخطة الصينية للسلام، مؤكدة أنها منفتحة على تحقيق أهداف العملية العسكرية بالوسائل السياسية والدبلوماسية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: "نشاطر بكين طرحها للتسوية وملتزمون باحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني والأمن الشامل، بما لا يعزز أمن دولة على حساب دولة أخرى، أو فريق من الدول على حساب آخر".
وأضافت "نرى إلى جانب الصين أن أي قيود تفرض خارج نطاق مجلس الأمن الدولي غير شرعية، وأداة في المنافسة غير المتكافئة والحرب الاقتصادية".

شروط أوكرانية

من جانبها رأت أوكرانيا، أن مبادرة السلام الصينية إيجابية، لكنها وضعت شروطاً لأي خطة للسلام تهدف لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي لعقد اجتماع مع نظيره الصيني.

وقال الرئيس الأوكراني: "أريد أن أصدق أن الصين ستكون إلى جانب عالم عادل، أي إلى جانبنا".

بدوره، قال أحد كبار معاوني الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، إن أي خطة لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا لا بد أن تشمل انسحاب القوات الروسية إلى حدود أوكرانيا عام 1991، في إشارة إلى حدود أوكرانيا في وقت تفكك الاتحاد السوفييتي.

وقال ميخايلو بودولياك المستشار السياسي لزيلينسكي: "أي خطة سلام تتضمن وقف إطلاق النار فقط، وبالتالي ترسيم حدود جديدة ومواصلة احتلال الأراضي الأوكرانية لا تستهدف السلام، ولكن تجميد الحرب، وهزيمة أوكرانية، والمراحل المقبلة من الإبادة الجماعية على يد روسيا".

وأضاف "موقف أوكرانيا معروف، انسحاب القوات الروسية إلى حدود عام 1991".

تحفظ أوروبي

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزور الصين في بداية أبريل (نيسان)، إن "هذا السلام لا يمكن تحقيقه إلا إذا مر عبر إنهاء العدوان الروسي وانسحاب القوات واحترام السيادة الإقليمية والشعب الأوكراني"، لكنه اعتبر في الوقت ذاته "التزام الصين بجهود السلام أمر جيد تماماً".

وأبدى المستشار الألماني أولاف شولتس رد فعل متحفظاً حيال موقف الصين من الحرب الدائرة في أوكرانيا، معتبراً أن المبادرة الصينية لحل الأزمة تحوي "مزايا وعيوباً شديدة الوضوح".

ورغم إشادته بتضمن المبادرة إدانة استخدام الأسلحة النووية، إلا أنه اعتبر أنها "تفتقر إلى وجود خط واضح يقول إنه يجب أيضاً حدوث انسحاب للقوات الروسية"، مضيفاً "من المهم أن تدور المبادرة حول إحلال سلام عادل وليس سلاماً مفروضاً على النمط الروسي".

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه يجب النظر إلى الاثني عشرة نقطة على خلفية أن الصين منحازة بالفعل، مضيفة أن "الصين وروسيا طمأنتا بعضهما بعضا على علاقتهما الوثيقة قبيل بدء الحرب".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن "الصين ليست ذات مصداقية كبيرة فيما يتعلق بمثل جهود الوساطة تلك، أنها لم تدن رسمياً بعد الغزو الروسي".