الصناديق مهترئة... فهل هجرتها الصحف الورقية؟

جفرا نيوز – احمد الغلاييني 

لا يزال أبو محمد (اسم مستعار) يقف عند إشارات شارع الصحافة يرفع بيديه صحيفة ورقية بغية بيعها للمركبات الواقفة، والذي يقول بكلمات خاطفة (الصحف الورقية انتهت هيبتها ولا أحد يطلبها أو يشتريها).

مشهد ليس اعتياديا في العاصمة عمان، حيث باتت قراءة الصحف الورقية مشهداً متميزاً على أبواب المحال أو مكاتب المؤسسات الرسمية والخاصة، ولكن اليوم أصبح المشهد يختفي في عصر متابعة الأخبار على الهواتف الذكية، ولكن على مستوى وسائل الإعلام الناشرة للأخبار، فهي الركيزة الأساسية لتلقيها خاصة وأن المؤسسات الرسمية يرون أنها الأكثر طمأنينة لنشر أخبارهم كونها مملوكة بنسبة كبيرة للحكومة، خاصة وأن تلك المؤسسات أصبحت غير قادرة على السيطرة على "الصحف الإلكترونية" الخاصة والتي تنشط في النقد اللاذع أحيانا للوزارات والدوائر التابعة لها.

ورغم أن هناك محاولات كبيرة من هذه الصحف للتحول إلى الصحف الإلكترونية غير أن شكلها الرسمي لايزال موجود خاصة في أخبار الحكومة الرسمية والتي جعلت القارئ يعزف أكثر عنها والاقتراب والاحتكاك من الإعلام الخاص.

اعشقها من قلبي 

وقد تراجعت الصحف الورقية بالانتشار، غير أنه لايزال هناك جمهور وفي لها ويبحث عنها في الأسواق كالتائه عن حبيبته الأولى، حيث يقول أحد النواب السابقين، أن الكثير من القنوات والإذاعات والصحف الخاصة أجرت معي مقابلات أو نشرت أَخْبَارًا لي، ولكن أن تقرأ خبراً لك في الصحف الرسمية الورقية فلها بريق وطعم آخر، خاصة وأن لها أسلوبا متميزاً في النشر وطرح الخبر، ولها مكانتها ووزنها الثقيل بين وسائل الإعلام، وأحرص يومياً عن البحث عنها في المكتبات أو الانتظار لتصبح الإشارة حمراء وأشتريها من الباعة، لذلك اعشقها من قلبي.

الصناديق أصبحت مهترئةً 

 ويزين واجهات المجمعات التجارية والبنوك والشركات وغيرها صناديق "الاشتراكات" للصحف 
 اليومية الورقية، حتى أن الكثير يتفاخر بأن لديه أكثر من صندوق فيما يعد مشهد حافلة التوزيع عند الفجر يقف ويدس في فم الصندوق الصحيفة مصدر بهرجة خاصة لدى أصحاب المنازل في مناطق عمان الغربية، والتي كانت تعتبر أن إبراز صندوق الاشتراك نوعاً من أنواع " البريستيج " والتي تعبر عن مدى ثقافة سكان المنزل.

اليوم أصبحت الصناديق مهجورة حيث بدلت بكوابل شحن الهواتف، وأصبحت الصحيفة الورقية في غياهب النسيان .