هذه هي قباب المسجد الأقصى.. !
جفرا نيوز- محمود كريشان
لا شك أن المسجد الأقصى المبارك، على عهده وصبره يشمخ صامداً في وجه غطرسة العدو الصهيوني.. فمن فوق الثرى الطهور، نتجول في تلك الرحاب الطاهرة، التي ستبقى بإذن الله على عهدها شامخة، صامدة حيث نتوقف عند قباب المسجد الأقصى، التي تختلف في طرازها المعماري، ولكنها تتفق في الأصالة والجمال ودقة التصميم، وروعة الحجارة الكريمة، وهي تواصل صلابتها لتتحطم عليها أحلام الصهاينة.. ولتبقى شواهد عز وطهر ومجد لا ولن يغيب بإرادة المولى القدير جل جلاله.
رعاية هاشمية
في البدء.. يتفق الجميع بلا أدنى شك، على أن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس حظيت وتحظى بإهتمام بالغ منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وأضحت جزءاً لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الأردنية، انطلاقا من تاكيد جلالته ضرورة الإهتمام بها والعناية بمرافقها والتعهد بحمايتها في كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة.. وبالطبع إن المسجد الأقصى في عهد جلالته نال إهتماماً كبيراً، مجسداً بذلك إستمرارية هاشمية في رعاية مدينة القدس ومقدساتها، لما لها من مكانة ومنزلة في سائر الديانات السماوية.
نتوقف هنا عند هذه القباب الطاهرة، التي تبلغ خمس عشرة قبة، متنوعة في الأشكال الهندسية والمعمارية المستمدة من التراث الإسلامي، لنستعرض تلك القباب الطاهرة الشامخة:
قبة الصخرة
وتعتبر «قبة الصخرة» أشهر معالم المسجد بل ومدينة القدس وفلسطين عموما، وهي عبارة عن بناء مثمن الشكل، تعلوه قبة مطلية بألواح الذهب، ارتفاعها 35 م، يعلوها هلال بإرتفاع 5 امتار، وقد أنشئت بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، بين عامي 66 هـ ـ 685م، من تصميم المهندسين: رجاء بن حيوة البيساني، ويزيد بن سلام المقدسي، فأقاماها على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة، وداخل القبة الثمانية الشكل توجد دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة، التي يرجح أن تكون الموضع الذي عرج منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات السبع وهي صخرة غير منتظمة الشكل، تتراوح أبعادها بين 13 و18 متراً، وإرتفاعها حوالي المترين، وقد خصصت المساحة المسقوفة المحيطة بالصخرة المشرفة كمصلى للسيدات.
قبة المعراج
تقع هذه القبة في الشمال الغربي من قبة الصخرة وبنيت في عهد الدولة الأيوبية، تخليدا لمعراج الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي عبارة عن مبنى ثماني الأضلاع، ذي جدران من الرخام الأبيض، ويقوم على ثلاثين عمودا، وتعلوه قبة مغطاة بصفائح من الرصاص تزيدها جمالا.
قبة موسى
توجد هذه القبة وسط الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك فوق مصطبة موسى وهي عبارة عن غرفة كبيرة مربعة طولها ستّة أمتار، وعرضها ستّة أمتار، تعلوها قبة، وقام ببنائها الملك الصالح نجم الدين أيوب، ليتعبد فيها الزهاد، وتستخدم القبة اليوم دارا لتحفيظ القرآن الكريم.
قبة الخضر
قبة صغيرة الحجم، محكمة البناء، مرفوعة على ستة أعمدة رخامية فوقها ستة عقود حجرية مدببة وتقع فوق صحن قبّة الصخرة جنوبي البائكة الشمالية الغربية، يقال إنها أنشئت فوق مكان قيل إن الخضر، عليه السلام، كان يصلي فيه.
قبة سليمان
تقع هذه القبة وسط الساحات الشمالية للمسجد الأقصى المبارك وتنسب إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وهي عبارة عن بناء مثمن فوقه قبة محمولة على أربعة وعشرين عموداً رخاميّاً.
قبة النبي
سميت هذه القبة بـ"قبة النبي" للإعتقاد السائد بأنها تقع في المكان الذي صلى فيه الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" إماما بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج، وتقع هذه القبة، التي يعود بناؤها إلى العهد العثماني، إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة.
قبة مهد عيسى
بناء تذكاري تم إنشاؤه في العهد العثماني، ويقال إن المسيح عيسى بن مريم، عليه السلام، نام فيه وهو طفل صغير، وهو كلام غير موثق وكان الفاطميون إتخذوا من هذا المحراب وهذه المقصورة مكاناً للعبادة، وأطلقوا عليـه وهماً إسم مسجد مهد عيسى.
قبة السلسلة
تقع على مقربة من قبة الصخرة، حيث توجد علـى بعد ثلاثـة أمتـار من الباب الشرقي لها وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وكان الخليفة سليمان بن عبد الملك يجلس فيها وينظر في أمور الرعية.
القبة النحوية
تقع في الجانب الجنوبي الغربي لصحن قبة الصخرة، تم إنشاؤها في عصر الدولة الأيوبية، لتكون مدرسة متخصصة في العلوم اللغوية من صرف ونحو داخل المسجد الأقصى المبارك، ولذا سميت بالقبة النحوية، وتستعمل اليوم كمقر لمحكمة الإستئناف الشرعية، جزء من المحكمة الشرعية في القدس، واسمها الآن: مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة.
قبة الميزان
تعد هذه القبة تحفة معمارية نادرة فهي ذات تصميم مميز، إذ إنها مبنية على شكل منبر فوقه قبة، ولذا عرفت بإسم منبر برهان الدين، نسبة إلى قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة، الذي أنشأها في عهد الدولة المملوكية تقع جنوب صحن الصخرة المشرفة، ملاصقة للبائكة الجنوبية.
قبة الأرواح
تقع شرق البائكة الشمالية الغربية، وهي قبة مفتوحة الجوانب، مكونة من ثمانية أعمدة رخامية، تقوم عليها ثمانية عقود مدببة، وفوقها قبة واسعة، أما سبب تسميتها فهوفي إعتقادهم أنّها أرض المحشر والمنشر وأنّ أرواح العباد تحشر علـيها.
قبة عشاق النبي
قبة مربعة الشكل قائمة على أربع دعائم ركنيّة، تعلوها أربعة عقود مدببة تعلوها قبـة، والمبنى مفتوح الجوانب، سميت بهذا الإسم لإعتياد بعض شيوخ الصوفية الإجتماع للذكر تحتها.
قبة الشيخ الخليلي
أطلق عليها إسم شيخ صوفي كان يتعبد فيها، وهي اليوم مكتب لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وتقع في صحن الصخرة، إلى الشمال الغربي، وهي عبارة عن مبنى مربّع مقام على أربعة أركان، تعلوه قبّة مبنية على الطراز العثماني.
قبة يوسف أغا
تقع قبة يوسف أغا غرب الجامع القبلي، سُميت بإسم منشئها الوالي العثماني يوسف أغا، وهي عبارة عن غرفة مربعة تعلوها قبة، وتستخدم اليوم مكتبا لبيع تذاكر دخول المتحف الإسلامي لزوار المسجد الأقصى، من غير المسلمين، وتستعمل كذلك كمكتب للإستعلامات.
ختاما.. ستبقى القدس في الوجدان الهاشمي الذي يزهر بالمكارم برعايتها وحمايتها دوما بإذن الله تعالى.
Kreshan35@yahoo.com