شهداء في المسجد الحسيني.. لماذا؟.. ومتى؟

جفرا نيوز
 كتب: محمود كريشان
تصادف هذه الأيام ذكرى إستشهاد قائد كتيبة الحسين اثانية الرائد الركن منصور كريشان وكوكبة أبطال من رفاقه في الكتيبة التي أطلق عليها لقب كتيبة "أم الشهداء"، وكانت المواجهة في منتصف شهر شباط 1968 قبل معركة الكرامة بشهر، عندما تصدى رجال هذه الكتيبة الباسلة لقطعان العدو الصهيوني بمواجهة عُرفت بمعركة الثماني ساعات بمنطقة أم قيس في شمال الأردن، حيث إستشهد قائد الكتيبة الرائد الركن منصور كريشان وكوكبة من رفاقه هم: العريف محمود عيد قاسم النسور، الجندي علي حسين علي العمري، الجندي أول عوض محمد ابراهيم الجراح، الجندي منير احمد ابراهيم المصري، الجندي احمد حسن عبدالرحمن، الجندي محمد عقلة مصطفى عبدالرحمن، الجندي احمد عبدالله حسين.
وشهدت مناطق وسط البلد يوما تاريخيا خالدا عندما شيعت الجماهير والجنود جنازة الشهداء من المسجد الحسيني الكبير في مراسم شعبية حاشدة حيث اكتظت الجموع فوق الابنية المحيطة وضاقت شوارع عمان القديمة بالالاف من الذين شاركوا في تشييع جثمان الشهداء الابطال الذين تصدوا لقطعان العدو الصهيوني وقد اقسموا وتعاهدوا ان لا تطأ اقدام العدو الثرى الاردني الطهور.
وفي هذا السياق يقول احد جنود الكتيبة الثمانيني أنيس قاسم محمد الطبر متقاعد من القوات المسلحة الأردنية وهو من قرية سيل الحارثية في جنين، ان الرائد الركن الشهيد منصور كريشان أبى إلا أن يخوض المعارك تلو المعارك، يعلن غضبا مكتوبا بنيران البواريد كلما دنس العدو الإسرائيلي كرامة حجر عربي وشرف زيتونة.. يسرج كتائبه لدحر قطعان جيش العدو الصهيوني عن أرضنا العربية، حتى صعد شهيدا، ليزف فوق ثرى قرية ام قيس في معارك الإستنزاف التي خاضها الجيش العربي الأردني في مواجهة العدو الصهيوني العام 1968، مشيرا إلى أن طائرة إسرائيلية مقاتلة نوع «سكاي هوك» إستهدفت تحديدا بصواريخها سيارة الروفر التي كانت تقل الرائد الركن كريشان.
وأضاف لـ"الدستور" أن الرائد منصور كريشان وفي حروب الجيش العربي في القدس وأثناء إشتعال المعركة كان ينادي بأعلى صوته الهادر على الجنود ويدعوهم للثبات وهو يصرخ قائلا: إثبت يا عسكري.. عرضنا.. مقدساتنا.. أرضنا.. ممنوع الإنسحاب.. قاتلوا العدو الغاشم..
ولأن الشهيد كريشان كان وفيا للعقيدة والجهاد ومقاتلا عنيدا، بإرادة صلبة يلين لها الصخر ولا تلين، فقد شمخ بكتيبته التي كان يقودها في معركة الدفاع عن القدس في حزيران 1967، وتصدى بعناد صاحب الحق للألوية الإسرائيلية المتقدمة، وتمكن من إعاقة تقدمها لمدة ثلاثة أيام، وقد إستطاعة كتيبته بقيادته الميدانية حينها إبادة ثلاث كتائب هي عبارة عن لواء كامل من المظليين، كان يقوده القائد الصهيوني مردخاي غور، ليفتك بهم، ويذيقهم نيران الرصاص الأردني، ولم يتمكن أي جندي صهيوني من دخول المدينة المقدسة إلا على أشلاء كتيبة الحسين الثانية، التي لم يتبق منها إلا 43 مقاتلا من أصل 500 مقاتل، حيث أطلق على هذه الكتيبة لقب "ام الشهداء".
Kreshan35@yahoo.com