كتب محمد داودية

أصدر «الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن في الأردن» بياناً بتوقيع السيد مراد العضايلة أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، اسجل عليه عدة ملاحظات، سأذكر هنا واحدةً منها.

جاء في البيان الصادر يوم 2023.1.26:

(نؤكد أن المسجد الأقصى المبارك مقدس إسلامي خالص بكل ما دارت عليه أسواره، لا يقبل التقسيم وليس محل تفاوضٍ أو مساومة، وإن المسؤولية الأردنية عنه مسؤولية حمايةٍ ونظارةٍ لوقفٍ إسلامي وليست مسؤولية تقرير مصير، وهذا الخط الذي لا ينبغي للأردن أن يحيد عنه في أداء أمانته التاريخية).

من يقرأ البيان، ستجبهه نغمةٌ اتهاميةٌ جديدة، هي إنذار الأردن وتحذيره من الانحراف أو أن يحيد ويفرّط في تقرير مصير المسجد الأقصى، أو ان يساوم عليه !!

وتعالوا نقرأ ما قاله المقاوم الحقيقي، فضيلة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، لصحيفة الدستور يوم أمس الأحد:

«السيادة في القدس وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة هي للشعب العربي الفلسطيني».

وقوله ايضا: «الوصاية الهاشمية حامية المقدسات».

ونتأمل قول الملك: «أعاننا الله على حمل أمانة حماية الاقصى». ونقول آمين.

ثمة عادة قبيحة تعودنا عليها في بلادنا هي ان ينبري العاجزون عن تقديم أي عون للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، فيتحرشون بمن يقدم لها الدعم والعون والأسناد الحقيقي لا «البياناتي».

وصحيحٌ إن العجز عن تقديم أي عون للفلسطينيين والقدس، يؤدي بالعاجزين، إلى المزاودة والمراجدة والارتداد إلى الداخل.

ما هو مبرر التزييف، وجعل المسجد الأقصى موضوع تجاذب ومزاودة ؟!

الكل يرى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن الطخ والتحريض على الأردن والعمل على تجريده من الوصاية الهاشمية،

فلماذا تطخون على الوصاية الهاشمية، لماذا تشوّهون المقاصد الشريفة ؟!

ألا ترون في حِبال مَنْ تحطّبون ؟!

نحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل، الذي يشهد كل سنة تصعيد المتطرفين الصهاينة، وارتفاع عدد مقتحمي المسجد الأقصى المبارك.

وها هو عددهم في تزايد:

26000 مقتحم سنة 2021.

48000 مقتحم سنة 2022.

60000 مقتحم متوقع سنة 2023.

إن المقاومة الفعلية، بكامل بهائها وكلفتها وعنفوانها، تتجسد في ما يُقدِم عليه المقاومون الحقيقيون الأبطال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتتجسد المقاومة الفعلية أيضا، في المعارك الضارية التي يثابر الأردن على خوضها، في كل المحافل بلا مِنّة، دفاعاً عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وحقوق الشعب العربي الفلسطيني البطل.

والشعب العربي الفلسطيني، شعب الجبارين، وليس سواه، هو صاحب القدس وفلسطين، بكل ما دارت عليها أسوارها.